موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
هل تقبل شهادة القاذف إذا تاب
هل تقبل شهادة القاذف إذا تاب
عدد المشاهدات
()
  ............................................................................... 
 
 أما قبول الشهادة؛ ففيه خلاف. هل تقبل شهادتهم إذا تابوا؟ أم لا تقبل؟. والراجح أنها تقبل على تفصيل في ذلك. 
 وفي ذلك قصة وقعت في عهد  عمر 	 اسم> ؛ في عهد  عمر بن الخطاب 	 اسم> رضي الله عنه، وذلك لأنه ولى  المغيرة بن شعبة 	 اسم> على  الكوفة 	 اسم> وكان بجواره قوم من الصحابة ومن التابعين، فلما ولاه عليها اتهمه بعض جيرانه بأنه زنا، واطلعوا عليه وإذا هو يطأ امرأة، فرأوه من نافذة فقالوا: إنه يجامع فلانة، واتفقوا على أنهم يرفعون بأمره؛ وهم أربعة، فلما وصلوا إلى  عمر 	 اسم> أحضر  المغيرة 	 اسم> وأحضرهم، وأخذ شهادتهم؛ فشهد منهم ثلاثة شهادة صريحة، ولما جاء الرابع توقف وقال: إني لا أجزم بذلك؛ ولكن رأيته فوق امرأة، ولا أدري من هي؟. فعند ذلك درأ عنه  عمر 	 اسم> الحد، لما توقف الرابع درأ عنه الحد، وأمر  عمر 	 اسم> بجلد الثلاثة، وكان منهم صحابي جليل؛ وهو  أبو بكرة نفيع بن الحارث 	 اسم> المشهور. فلما لم تتم الشهادة قال:  المغيرة 	 اسم> أقر عيني في هؤلاء الأبد..؛ فإني إنما وطئت امرأتي، خيل إليهم. فقال  عمر 	 اسم> اسكت، فوالله لو تمت شهادتهم لرجمناك، عند ذلك جلد الثلاثة. 
 أصر  أبو بكرة 	 اسم> على قوله، وصاروا لا يقبلون شهادته، وهجر أخاه من أمه الذي لم يشهد؛ وهو  زياد بن عبيد 	 اسم> وذلك قيل: إنه هجره؛ لأنه لم يجزم معهم بالشهادة مع أنهم جزموا، وقيل: إنه هجره لأمر آخر؛ وهو أنه ادعى أو وافق أنه ليس لأبيه؛ وذلك لأن  أبا سفيان 	 اسم> والد  معاوية 	 اسم> زعم أنه وطئ سمية 	 التي هي أم  أبي بكرة 	 اسم> وأن  زيادا 	 اسم> هذا ولد له من الزنا في الجاهلية. فصدقه  زياد 	 اسم> وصار ينتمي إلى  أبي سفيان 	 اسم> ؛ لأنه رأى في ذلك رفعة حيث يكون أخا  لمعاوية 	 اسم> الذي هو خليفة؛ حتى عير بذلك، ونظم الشعراء في ذلك؛ حتى قال بعضهم يخاطب  معاوية 	 اسم>  
  أتسـخط أن يقـال أبــوك عـف؟     |  وترضـى أن يقــال أبــوك زان؟     | 
 
 ويقول بعضهم يصف إنسانا، يقول:  
  دعـي فـي الكتابــة يدعيهــا     |  كدعــوى آل حــرب فـي  زياد 	 اسم>     | 
 
 آل حرب؛ يعني:  أبو سفيان 	 اسم> اسمه  صخر بن حرب 	 اسم>  
  ....................................     |  كدعــوى آل حــرب فـي  زياد 	 اسم>     | 
 
 وبكل حال فإن  زيادا 	 اسم> هو الذي لم يجزم؛ فهجره أخوه من أمه الذي هو  أبو بكرة 	 اسم> وهذه من الوقائع التي وقعت، ويذكر بعد ذلك أن أناسا جزموا بالزنا، وقذفوا .. إنسانا، وقالوا: رأيناه بأعيننا يزني زنا صريحا؛ وجلد لذلك أو رجم. 
 فالحاصل أن  أبا بكرة 	 اسم> أصر على قوله؛ فكانوا لا يقبلون شهادة؛ ولكن يقبلون أحاديثه. 
 أجمعوا على قبول الأحاديث التي رواها ويترضون عنه مع الصحابة؛ وذلك لأن  عمر 	 اسم> قال: من كذب منكم نفسه قبلنا شهادته، فكذب اثنان أنفسهما، وأما  أبو بكرة 	 اسم> فأصر. وعلى هذا فإن التائب إذا تاب من القذف، ثم كذب نفسه فالحد لا يسقط . 
 وأما الفسق ورد الشهادة، فيسقط بالتوبة.   رسم> 
 	إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا 	 قرآن>  
 رسم> يعنى: ندموا وأصلحوا أعمالهم وبرءوا ذلك من تلك الاتهامات   رسم> 
 	فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ 	 قرآن>  
 رسم> ؛   رسم> 
 	فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 	 قرآن>  
 رسم> . 
 مسألة>

 -17-