المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
تفسير قوله تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ...
...............................................................................
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قرآن>
رسم> وتطلق الزينة هاهنا على اللباس؛ أي ما ظهر من اللباس الذي لا يمكن ستره إلا بلباس ثان فهذا يعفى عنه، ولكن تحرص المرأة على أن تتستر بقدر ما تستطيع، فإذا كانت ثيابها لافتة للنظر لبست فوق ذلك عباءة أو لبست رداء ليس لافتا للنظر حتى لا تتعلق بها الأطماع.
يرخين شبرا -يعني ترخيه تحت القدم شبرا- فقيل: إذن تبدو أقدامهن، فقال: يرخين ذراعا ولا يزدن على ذلك متن_ح>
رسم> ؛ يعني حرصا منه صلى الله عليه وسلم على ألا يبدو منها ولو أظافرها ولو رءوس أصابعها؛ حيث أمرها بأن ترخي ثيابها أو مشالحها على الأرض هذا المقدار.
سئل: أتصلي المرأة في الدرع الواحد؟ فقال: نعم. إذا كان سابغا يغطي ظهور قدميها متن_ح>
رسم> ؛ يعني ولو كانت خالية فعليها في الصلاة أن تستر جميع بدنها إلا وجهها لتسجد عليه؛ فتستر قدميها وكفيها وجميع جسدها ولو كانت خاليا المكان حولها.
كان يشهد صلاة الصبح مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء متلففات بمروطهن متن_ح>
رسم> متلففات بمروطهن أي: تلتف وتتلفع بمرطها الذي هو الرداء الذي تضعه على رأسها وتلفه على جسدها حتى لا يعرفهن أحد.
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات متن_ح>
رسم> أي: لا تخرج متجملة، ولا متطيبة، بل تخرج بثياب بذلة حتى لا يقع منها أو لا تفعل ما يلفت الأنظار نحوها: رسم>
وليخرجن تفلات متن_ح>
رسم> مع أنه -صلى الله عليه وسلم- فضل صلاتهن في بيوتهن بقوله: رسم>
وبيوتهن خير لهن متن_ح>
رسم> ؛ حتى لا تخرج المرأة فينظر إليها الرجال؛ ولو كانت محتشمة متسترة.
صلاة المرأة في مسجد قومها أفضل من صلاتها في المسجد الجامع، وصلاتها في رحبة بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في رحبة بيتها متن_ح>
رسم> ؛ يعني كلما كانت متسترة فكانت تلك المرأة التي سمعت هذا الحديث تختار للصلاة أظلم بقعة في بيتها. لا شك أن هذا لأجل صيانتها.
أيما امرأة تطيبت ومرت على الرجال ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا -أي زانية- متن_ح>
رسم> مع أنه ما وقع منها إلا أنها تطيبت ومرت أمام الرجال؛ وذلك لأنها بهذا كأنها تريد أن يلتفت الناس إليها؛ فتوعدها وجعلها شبه زانية مع أنه ما وقع منها ذلك.
طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه متن_ح>
رسم> ؛ يعني النساء في ذلك الزمان لا يتطيبن إلا بشيء له لون كزعفران أو ورس أو عصفر أو كركم شيء مما يصفر الخد أو يصفر الذراع، ويكون له لون؛ ومع ذلك فإنها تستر ذلك وإنما تتجمل به أمام زوجها أو عند الحاجة إلى التجمل، فأما الطيب الذي له رائحة؛ فلا يجوز لها أن تستعمله سيما إذا خرجت.
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قرآن>
رسم> أي: اللباس الظاهر. من قال: إن ما ظهر هو الوجه والكفان فهذا قول مرجوح، ولو روي بسند فيه نظر عن ابن عباس اسم> فالآثار الصحيحة تدل على أنهم كانوا يأمرون المرأة أن تستر جميع بدنها.
خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قرآن>
رسم> يعني: لباسكم وأكسيتكم ولا تتبرج لا يتبرج النساء، كذلك أيضا قد يسمى الحلي زينة لقوله تعالى: في قصة بني إسرائيل: رسم>
وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ قرآن>
رسم> ؛ يعني: من حليهم- رسم>
فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ قرآن>
رسم> .
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ قرآن>
رسم> أمر من الله تعالى للنساء بهذا الأمر، الخمار هو: ما تلبسه على رأسها، وقد ورد إيجابه على كل من بلغت قال صلى الله عليه وسلم: رسم>
لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار متن_ح>
رسم> أي صلاة بالغة؛ يعني من بلغت في سن المحيض فلا يقبل الله صلاتها إلا إذا اختمرت؛ أي غطت رأسها وشعرها بهذا الخمار.
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ قرآن>
رسم> أي: يدلين الخمار من الرأس فيستر الوجه ويستر فتحة الجيب.
قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ قرآن>
رسم> نساء المؤمنين أي: جميع نساء المؤمنين رسم>
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ قرآن>
رسم> ؛ الجلباب هو الرداء الذي تضعه على رأسها ثم تلفه على جميع جسدها بما في ذلك الوجه والصدر واليدان ونحو ذلك حتى تعرف بأنها عفيفة فلا تؤذى، يعرفن بالعفاف، ويعرفن بالتستر ويعرفن بالاحتشام، ويعرفن بالبعد عن الفحش وعن قرب الفاحشة، يعرفهن من نفسه رديئة؛ فلا يؤذيهن ولا يزاحمهن ولا يعاكس ولا يجرؤ أن يتكلم معها إذا رآها عفيفة متسترة.
ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ قرآن>
رسم> فهذا دليل على أن من جملة ما تستره رأسها ووجهها وصدرها وجميع جسدها لقوله: رسم>
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ قرآن>
رسم> .
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ قرآن>
رسم> ودل من السنة أيضا حديث عائشة اسم> وهي محرمة تقول: رسم>
كنا إذا حاذانا الرجال ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه متن_ح>
رسم> مع أنهن محرمات، إذا دنا منهن الرجال وحاذوهن سدلت؛ يعني أرخت جلبابها من رأسها على وجهها.
فإذا جاوزونا كشفناه متن_ح>
رسم> دليل على أن هذا كان دأب النساء المؤمنات بما فيهن أمهات المؤمنين.
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> الحجاب: كل ما يحجز النظر، وكل ما يحول بين الناظر وبين ما يريد أن ينظره لقولهم: رسم>
وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ قرآن>
رسم> رسم>
جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا قرآن>
رسم> فالحجاب هنا: هو ما يحجب النظر فكل لباس يحجب النظر إلى المرأة يدخل في هذه الآية: رسم>
فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن>
رسم> فلا شك أن هذا دليل على أنها لا يجوز أن تبدي زينتها، بل عليها أن تتحجب حجاب المرأة الكامل هو سترها لبدنها بما في ذلك وجهها ونحو ذلك.