المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
تفسير قوله تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ...
...............................................................................
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ قرآن>
رسم> النكاح: التزويج؛ يعني زوجوهم فإن في تزويجهم ما يكون وسيلة إلى إعفافهم، وإبعادهم عن اقتراف المحرمات. فإذا بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا، العادة أنها تشتد فيهم الغلمة والشبق وتقوى فيهم الشهوة، ولا يستطيع أحدهم غالبا كسر هذه الشهوة إلا بزنا أو لواط أو يستعمل الاستمناء باليد ونحوه؛ فيكون في ذلك ضرر عليه، أو في ذلك نقص في دينه؛ فلذلك حث الله تعالى على النكاح: رسم>
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى قرآن>
رسم> .
إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا؛ تكن فتنة في الأرض وفساد عريض متن_ح>
رسم> يعني إذا رددتم الأكفاء؛ تأيمت المرأة، أو كذلك إذا بلغت سن النكاح وبقيت لم تزوج ثم بلغت سن العنوسة؛ لا شك أن ذلك يضرها، وأنه يوقعها في فعل الفاحشة، أو مقارفتها أو الميل إلى الرجال؛ فيكون في ذلك إفشاء للفاحشة، والله تعالى يقول: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قرآن>
رسم> .
وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ قرآن>
رسم> وخص الصالحين؛ وذلك لأنهم الذين يحبون التعفف، والمراد المماليك: رسم>
وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ قرآن>
رسم> يعني: مماليككم. رسم>
وَإِمَائِكُمْ قرآن>
رسم> يعني: مملوكاتكم -زوجوهم.
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ قرآن>
رسم> ؛ إذا كان ذلك الزوج الذي خطب إليك فقيرا؛ فلا تمنعه زوجه ولو كان فقيرا؛ فإن الله تعالى وعده أن يغنيه من فضله، وهذا مجرب ظاهر: أن الإنسان إذا تزوج وقصده أن يعف نفسه، وكان فقيرا؛ يسر الله له ورزقه وأغناه من واسع فضله، وفتح عليه باب الرزق، يرزقه برزق زوجته، ويرزقه برزق أطفاله، ويفتح عليه الأسباب التي يكون فيها غناه وسداد حالته، هذا من المشاهد: رسم>
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ قرآن>
رسم> .
الثلاثة الذين حق على الله عونهم: الرجل يتزوج وقصده العفاف متن_ح>
رسم> يعينه الله تعالى ويسدده ويسد خلته وحاجته.
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ قرآن>
رسم> واسع فضله، وواسع عطاؤه، ثم قال: رسم>
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ قرآن>
رسم> ؛ يعني إذا كان فقيرا لم يجد مهرا ولو شيئا قليلا، ولم يجد ما يقوت به نفسه، ليس عنده ما يقوت به نفسه، فكيف بأهله؟ فعليه أن يتحمل وأن يتصبر، وأن يحرص على التصبر والتحمل، ولو كان هناك شيء من الصعوبة والمشقة إلى أن يرزقه الله.
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ قرآن>
رسم> هذا في حق المملوك، إذا عجز سيده عن خدمته، مثلا عن استخدامه أو لم يكن به حاجة؛ جاز له أن يكاتبه، إذا طلب ذلك بأن قال: أشتري منك نفسي وأحترف، أؤدي ثمن نفسي حتى أكون حرا.
إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا قرآن>
رسم> وقدرة على التكسب وأداء الثمن الذي اشترى به نفسه: رسم>
وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ قرآن>
رسم> أي: ضعوا عنهم من دين الكتابة وتصدقوا عليهم، أمر الله تعالى المؤمنين بأن يساعدوهم حتى يتحرر.