موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
قول ابن تيمية في القرآن
قول ابن تيمية في القرآن
عدد المشاهدات
()
قال الإمام شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية الحراني اسم> رحمه الله:
وأقول فـي القـرآن ما جاءت به | آيـاته فهـو الكـريم المــنزل |
وأقول: قـال اللـه جـل جـلاله | والمصطـفى الهـادي ولا أتـأول |
وجـميع آيـات الصـفات أمـرها | حقا كـمـا نـقل الطـراز الأول |
وأرد عـهـدتـها إلـى نـقالها | وأصـونها عـن كـل مـا يتخيل |
قبحـا لمـن نبـذ الكتاب وراءه | وإذا اسـتدل يقـول: قـال الأخطل |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول:
وأقول في القرآن ما جاءت به | آياته فهو الكريم المـنـزل |
يعني أننا نقول: إن القرآن آيات، وإنه منزل، وإنه قرآن كريم كما أخبر الله تعالى في قوله: رسم>
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> .
والقرآن هو ما في هذه المصاحف التي كُتبت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنها لم تكن مرتبة، ثم رتبت في عهد عثمان اسم> الخليفة الثالث -رضي الله عنه- ولما رتبت أرسلها إلى الآفاق، وأمرهم أن يقتصروا عليها وأن يقرءوها؛ فصاروا ينسخون من هذه المصاحف، ويفرقونها على القراء ويقرءونه كما كان.
تواتر هذا القرآن واشتهر، وأصبح معروفا؛ معترفا بأنه القرآن الذي نزله الله تعالى على قلب محمد اسم> - صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: رسم>
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قرآن> رسم> فأخبر بأنه رسم>
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ قرآن> رسم> أي: نزل به جبريل -عليه السلام- على قلب محمد اسم> صلى الله عليه وسلم.
وأخبر بأنه كلام الله؛ منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وأنه أفضل الكلام رسم>
كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يخطب أحيانًا، فيقول: إن أفضل الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد اسم> متن_ح> رسم> .
فكان يعترف بأنه كلام الله، وقد سمي أيضا كلام الله تعالى كما في قوله عز وجل في سورة البقرة: رسم>
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ قرآن> رسم> أخبر بأنه كلام الله، وكذلك في سورة التوبة يقول تعالى: رسم>
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ قرآن> رسم> ومعلوم أن الذي يسمعه هو ما في هذه المصاحف؛ يسمعه يُتلى، وكذلك في سورة الفتح يقول الله تعالى: رسم>
يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ قرآن> رسم> فأخبر بأنه كلام الله.
وكذلك أيضا ذكر عن نفسه أنه سبحانه يتكلم، فقال عز وجل: رسم>
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن> رسم> يعني: موسى اسم> وقال في سورة النساء: رسم>
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن> رسم> وكذلك أخبر بأن الله تعالى له كلمات في قوله: رسم>
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا قرآن> رسم> رسم>
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ قرآن> رسم> وآيات كثيرة.
وكذلك أيضا أخبر بأن كلامه لا يحيط به الوصف، ولا يمكن أن يكتب كله فقال تعالى: رسم>
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم>
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ قرآن> رسم> يعني: لو أن هذه البحار ومنها مثلها سبع مرات سبعة أبحر، وأن أشجار الأرض من أول الدنيا إلى آخرها كلها أقلام؛ فكتب بذلك البحر يعني: كمداد يعني: حبر، وكتب بتلك الأقلام لفنيت البحار، ولتكسرت الأقلام قبل أن يفنى وينفد كلام الله، وذلك لأنه ليس له بداية ولا نهاية، فهو كلام الله تعالى على ما يعتقده أهل السنة أنه قديم النوع، متجدد الآحاد. يعني أنه تكلم في الأزل، وأنه يتكلم إذا شاء وكيف شاء، وأنه يُسمِع كلامه من يشاء من خلقه.
ففي حديث النواس بن سمعان اسم> -رضي الله عنه- يقول صلى الله عليه وسلم: رسم>
إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي... متن_ح> رسم> هكذا أخبر. تكلم بالوحي، فدل على أنه يتكلم، ثم يقول: رسم>
أخذت السماوات منه رجفة -أو قال- رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل متن_ح> رسم> .
فهذا يفيد بأنه يتكلم، وأن لكلامه شدة بحيث أن السماوات ترتجف من هيبة كلامه، فهو يتكلم إذا شاء ومتى شاء، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الله تعالى يكلم عباده يوم القيامة، فيقول: رسم>
ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان متن_ح> رسم> الترجمان الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة. أي أن ربنا سيكلم عباده، وهكذا أيضا يكلمهم في الجنة ويكلمونه، وذلك كله دليل على إثبات صفة الكلام، وأنه سبحانه يتكلم كما يشاء.
وأن من جملة كلامه هذا القرآن؛ حروفه ومعانيه. ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف؛ بل إنه كلامه سبحانه كما يشاءه. هذه عقيدة سلف الأمة وأئمتها.
مسألة>
-20-