المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
...............................................................................
قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ قرآن>
رسم> ولا شك أن هذه الآية دليل عليهم؛ وذلك لأن موسى اسم> نبي الله وكليمه الذي حمَّله رسالته سأل ربه قال: رب أرني أنظر إليك؛ فقال الله: لن تراني. أي: لا تقدر على أن تراني في الدنيا برؤية البشر. البشر في الدنيا لا يتحمل أن يثبت لرؤية الله؛ ولكن انظر إلى الجبل. انظر إلى هذا الجبل الطور الذي هو شامخ فإن استقر مكانه فسوف تراني. إذا استقر الجبل مكانه إذا تجلى الرب تعالى له فإنك سوف تراني، رسم>
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا قرآن>
رسم> تجلى الله تعالى للجبل فمن نور الله تعالى، ومن عظمته اندك الجبل، وتساوى بالأرض، أو خر في الأرض من نور الله تعالى؛ فعند ذلك خر موسى اسم> صعِقا لما رأى أن هذا الجبل اندك.
فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي قرآن>
رسم> استقرار الجبل ممكن، وإذا كان ممكنا فإن الله تعالى علق الرؤية عليه؛ على استقراره بقوله: رسم>
فَسَوْفَ تَرَانِي قرآن>
رسم> وإذا كان كذلك فإنه من الممكن.
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ قرآن>
رسم> الرب تعالى تجلى للجبل ألا يجوز أن يتجلى لخلقه ولعباده في الجنة، إذا تجلى للجبل فإنه يتجلى لعباده ويعطيهم قوة في الجنة يثبتون بها لرؤية الله، ولا يحترقون ولا يتزعزعون ليسوا في الدنيا. في الدنيا أبشارهم وأبدانهم ضعيفة لا يمكن أنها تثبت لرؤية الله.
إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل. حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح>
رسم> فأخبر بأنه احتجب بالنور. وفي صحيح مسلم اسم> عن أبي ذر اسم> قال: رسم>
يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه متن_ح>
رسم> يعني أنه احتجب بالنور فكيف أراه؟ .
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ قرآن>
رسم> وأجاب أهل السنة؛ أجاب عبد الرحيم اسم> وغيره بأن الإدراك غير الرؤية. الإدراك هو الإحاطة أي: لا تحيط به، فيدل على أنها دليل على الرؤية. كأن المعنى إذا رأته الأبصار في الجنة، فإنها لا تحيط به أي: لا تراه جميعا، ولا تراه على ما هو عليه، وإنما يتبدى لهم ويريهم وجهه، فينظرون إليه، ولا يحيطون به كما في قوله تعالى: رسم>
وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا قرآن>
رسم> .
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ قرآن>
رسم> فقال لذلك السائل: ألست ترى القمر؟ قال: نعم قال: أكله؟ يعني: أتراه كله قال: لا قال: كذاك الإحاطة، يعني: ما تراه كله ما ترى الجهات كلها، وأيضا إنما ترى منه ما يقابلك، وأيضا لا تدري ماهيته لا تدري هذا القمر الذي تراه هل هو ترابي وهل هو حجري؟ وهل هو قطعة سحاب؟ وهل هو من ذهب أو من فضة أو من عقيان أو من جوهر؟ لا ندري إنما نراه ونتحقق أن هذا هو القمر، وهذه هي الشمس؛ فإذا كان كذلك فإن الرؤية غير الإحاطة؛ فيكون المعنى إذا رآه المؤمنون، فإنهم لا يحيطون به؛ إذا رأته الأبصار، فإنها لا تحيط به، فتكون الآية دليلا على إثبات الرؤية لا على نفي الرؤية كما يقوله الخليلي اسم> وأتباعه فلا يغتر بهؤلاء. | والمؤمنـون يـرون حقـا ربهـم | .................................... |