موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الإيمان باليوم الآخر وما فيه
الإيمان باليوم الآخر وما فيه
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
بعد ذلك ذكر بعض العقائد التي في البعث. من عقيدة أهل السنة أنهم يؤمنون باليوم الآخر الذي هو البعث بعد الموت، وما يكون فيه، وذلك من أركان الإيمان. لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الإيمان قال: رسم>
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر... متن_ح> رسم> فاليوم الآخر هو ما بعد الموت إلى دخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار. كل هذا داخل في اليوم الآخر، فمن ذلك الميزان والحوض يقول في هذا:
وأقر بالميزان والحوض الذي | أرجو بأني منه ريًّا أنهل |
يعني: أقر في الآخرة بالميزان. الميزان قد ذكره الله في القرآن في قوله تعالى: رسم>
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم>
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ قرآن> رسم> وقوله تعالى في سورة المؤمنون: رسم>
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ قرآن> رسم> وفي قول الله تعالى: رسم>
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ قرآن> رسم> .
فأخبر بأنه لا يظلم مثقال ذرة، وأن أعمال العباد توزن، وأنه لا يُترَك منها شيء. توزن الأعمال في يوم القيامة، رسم>
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ قرآن> رسم> يعني: العدل يوم القيامة للناس. توزن فيها أعمالهم، رسم>
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ قرآن> رسم> حبة خردل. الخردل شجر معروف وحبه مثل حب الدخن أو أصغر معروف. إن كان حبة خردل أتينا بها، وورد في الميزان أنه توزن فيه أعمال العباد.
وقد اختلف هل الذي يوزن نفس الصحائف أو الأعمال أو العاملون؟ .
لا مانع من أن ذلك كله يوزن؛ أن الصحائف يعني: ولو كانت أوراقا أنها توضع في الميزان فتثقل وتخف بحسب ما فيها. روي في حديث: أنه يؤتى برجل فينشر له تسعة وتسعون سجلا. كل سجل منها مد البصر مكتوب فيها سيئاته مسجلة في هذه السجلات. كلها سيئات فإذا أُحضر يقال له: هل تنكر شيئا من هذا؟ فيقول: لا كلها سيئات. هل لك عذر؟ فيقول: لا. هل لك من حسنة؟ فيقول: لا فيقال؛ بلى: إن لك عندنا حسنة فيخرج بطاقة مكتوب فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا اسم> رسول الله. يعني أنه قالها في آخر حياته؛ ختم له بها، وأنه لما قالها كان عن عقيدة وعن علم وعن يقين، قالها يقينيا؛ فقال: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال الله: إنك لا تظلم، ووضعت البطاقة في كفة، ووضعت السجلات في كفة فطاشت السجلات يعني: خفت وثقلت البطاقة.
فهذا دليل على أن صحائف الأعمال توزن؛ تثقل وتخف بحسب ما فيها. وقيل: إن الأعمال تجسَّد وتوزن ولو كانت أعراضا؛ لأن الله قادر على أن يقلِبها أعراضا، فالكلام الذي يخرج منك إذا قلت: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، هل له جرم هذا الكلام الذي يخرج من الفم؟ ما له جرم، ولكن الله قادر على أن يجعل له جرما فيكون ذلك الجرم يوزن.
ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم متن_ح> رسم> أخبر بأنها ثقيلة بالميزان مع أنها ليس لها جرم.
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: رسم>
الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان... متن_ح> رسم> كلمة الحمد لله يجعلها الله جرمًا، يجعل لها جرمًا.
ورد أيضا أن الصلاة يكون لها جرم حتى في الدنيا، في الحديث: رسم> إذا صلى العبد فأحسن صلاته صعدت إلى السماء، ولها نور فتفتح لها أبواب السماء، وتدعو لصاحبها: حفظك الله كما حفظتني... رسم> ما نشاهدها، ولكن الله تعالى قادر على أن يجعل لها نورا، وأن يجعل لها جرما، رسم>
وإذا صلى وأساء صلاته، صعدت ولها ظلمة؛ فتغلق دونها أبواب السماء، وتلعن صاحبها فتقول: ضيعك الله كما ضيعتني، وتلف كما يلف الثوب الخَلق، ويضرب بها وجه صاحبها متن_ح> رسم> الله تعالى قلبها وجعل لها حقيقة، وجعل لها جرما مع أنها عرض من الأعراض؛ فلا مانع من أن الله تعالى يقلب هذه الأعمال أعراضا وتوزن، وتثقل وتخف بحسب الإخلاص فيها.
والقول الثالث: أن الذي يُوزن هو نفس العامل؛ أنه يوضع في ميزانٍ الإنسانُ، ويثقل ويخف بحسب ما في قلبه، واستدل على ذلك بقول الله تعالى: رسم>
فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا قرآن> رسم> يعني أنه لا وزن لهم، وليس لهم ثقل في الموازين، وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن مسعود اسم> كان نحيفا فعجب الناس من صغر أو من دقة ساقيه فقال: رسم>
إنهما في الميزان أثقل من جبل أحد متن_ح> رسم> يعني أن الله تعالى إذا جعله في الميزان ثقل الميزان به.
وفي حديث آخر أنه قال: رسم>
إنه ليؤتى بالرجل السمين الأكول الشروب لا يزن عند الله جناح بعوضة متن_ح> رسم> ولا مانع من أن الإنسان يُوزن، وأن الصحف توزن، وأن الأعمال توزن.
مسألة>
-37-