موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
توافق ابن تيمية مع الأئمة الأربعة في عقيدة أهل السنة والجماعة
توافق ابن تيمية مع الأئمة الأربعة في عقيدة أهل السنة والجماعة
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
فهكذا عقيدة أهل السنة والجماعة في إيمانهم بهذه العقيدة، بعد ذلك ذكر أن هذه عقيدة الأئمة.
يقول:
هـذا اعتقـاد الشـافعي اسم> ومـالك اسم> | وأبي حنيفـة اسم> ثـم أحمـد اسم> ينقـل |
فـإذا اتبعت طـريقهـم فموفـق | وإن ابتدعت فمـا عليـك معـول |
يعني أن هذا الذي قلناه هو اعتقاد الأئمة الأربعة ليس هو اعتقاد الإمام أحمد اسم> فقط، بل الأئمة الأربعة كلهم على هذا الاعتقاد أولهم أبو حنيفة اسم> وهو أقدمهم؛ لأنه مات سنة مائة وخمسين وكان -رحمه الله- على السنة، ولم يكن في زمانه من يقوم بالبدع، ولم يختلط بهم، ولأنه من التابعين، ولم يوافقهم؛ لكن روي عنه شيء من الإرجاء؛ ولأجل ذلك الحنفية إلى اليوم يُفضلون الإرجاء.
فيقولون في الرجاء وكذلك أيضا يقولون إن الأعمال ليست من مسمى الإيمان وحاش أبا حنيفة اسم> أن يقول بهذه الأقوال، ولأبي حنيفة اسم> كتاب مشهور مطبوع يُقال له: الفقه الأكبر ولكن مع الأسف أن الأيدي عبثت به، وأدخلوا فيه كثيرا مما ليس من عقيدة أهل السنة حيث إن أتباعه الذين تسموا بأنهم حنفية غيروا فيه.
وشرحه كثير منهم شرحا جزئيا؛ حيث جعلوه على معتقدهم، وإلا فإنه صريح في عقيدة أهل السنة حتى يُقال له: ما تقول فيمن يقول إن الله ليس على العرش؟ فقال: قد كفر؛ لأن الله قال: رسم>
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن> رسم> فسئل فقيل إنه يقول: إن الله على العرش، ولكن لا أدري العرش في السماء، أو في الأرض؟ فقال: قد كفر لأن الله في السماء، وأنه يُدعى من أعلى، ولا يدعى من أسفل يعني أن أبا حنيفة اسم> على الفطرة أنه على عقيدة أهل السنة، وأنه يقول بهذا القول الذي هو معتقد أهل السنة والجماعة، فعقيدته عقيدتهم ليس هو عقيدة المرجئة، أو الأشعرية الذين ينتمون إليه في هذه الأزمنة.
وأما الإمام مالك اسم> وتوفي- رحمه الله- سنة مائة وتسع وسبعين وجاوز الثمانين وهو- رحمه الله- أيضا إمام دار الهجرة إمام المدينة اسم> وكان قد اشتهر بالعلم، وتوافد إليه الخلق، وتعلموا منه، وتعلم ما فتح الله عليه، وتلقى عن أولاد الصحابة الذين في المدينة اسم> وعقيدته عقيدة أهل السنة ثبت عنه أنه يقول: الله في السماء، وعلمه في كل مكان يعني: اعترف بأن الله تعالى في السماء بذاته، وأن علمه في كل مكان أي: بكل شيء عليم، وكذلك ذكرنا سابقا أنه سُئل عن: رسم>
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن> رسم> كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا مُبتدعا، ثم أمر به فأخرج.
وهذا السؤال أيضا قد ورد على شيخه الذي هو ربيع بن أبي عبد الرحمن؛ ربيعة بن هارون اسم> وكان شيخه الذي أخذ منه كثيرا من العلوم سئل عن الاستواء فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
وروي هذا أيضا عن أم سلمة اسم> إحدى أمهات المؤمنين أي تفسير الاستواء بهذا، فهذا قول مالك اسم> أن مالكا اسم> - رحمه الله- على معتقد أهل السنة والجماعة.
وأما الشافعي اسم> فمعروف أيضا أنه إمام من الأئمة، ومات سنة مائتين وأربع، وقد اشتهرت عنه الأدلة التي تثبت أنه على قول أهل السنة والجماعة، إثبات أن القرآن كلام الله، وإثبات الصفات والإيمان بها، وإثبات أركان الإيمان وما أشبهها موجود في مؤلفاته، وموجود في نقول تلاميذه التي لا يمكن جحدها.
وأما الإمام أحمد اسم> فهو إمام أهل السنة أحمد بن حنبل اسم> وتوفي سنة مائتين وإحدى وأربعين-رحمهم الله وأكرم مثواهم- له كتاب أو رسالة في الرد على الجهمية مطبوعة محققة بعنوان الرد على الجهمية لما شكت فيه من متشابه القرآن، ويسميهم الزنادقة يجيب عن كل آيتين يطعنون في القرآن بسببهما، فيقول: فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة.
وله أيضا رسالة اسمها رسالة السنة قد قُرئت علينا قبل ثلاث سنين، أو أربع سنين في الدمام ، فسجل الشرح، ثم طُبِعَ أيضا شرح عليها، وكذلك أيضا له رسالة في السنة أيضا قد طبعت مرة، وطبعت أيضا في طبقات الحنابلة في المجلد الأول في أوله رسالة قيمة في عقيدة أهل السنة والجماعة مما يدل على أنه- رحمه الله- كان يكثر من الكتابة في معتقد أهل السنة، وكتب أيضا ابنه عبد الله اسم> كتاب السنة المشهور الذي طبع الآن في مجلدين وطبع قبل ذلك في مجلد، وكتب أيضا تلميذه عبد الله اسم> الذي هو الخلال اسم> الذي جمع علوم الإمام أحمد اسم> وجمع المسائل ورتبها في نحو عشرين مجلدا، وله كتاب مطبوع طبع منه مجلدان كبيران اسمه السنة للخلال أبو بكر الخلال اسم> تلميذ عبد الله اسم> وهو ينقل عن عبد الله اسم> وعبد الله ينقل عن أبيه أحمد اسم> . فهذه معتقدات الأئمة أئمة السنة والجماعة؛ فلذلك قال -رحمه الله-
هـذا اعتقـاد الشافعـي اسم> ومـالك اسم> | وأبي حنيفـة اسم> ثـم أحمـد اسم> ينقـل |
قد ذكرنا أن شيخ الإسلام لما أحضر عند السلطان سلطان دمشق اسم> وأخذ أعداؤه وأضداده ينكرون عليه هذه العقيدة، وقال هذا السلطان: إن هذا على مذهب أحمد اسم> ومذهب أحمد اسم> معترف به فاتركوه ومذهبه، وأنتم شافعية فلا تتعرضونه؛ فقال شيخ الإسلام: معاذ الله أن يكون لأحمد اسم> به اختصاص، بل إنه مذهب الأئمة الأربعة ائتوني بنقل صحيح عن واحد من الأئمة الأربعة، أو الأئمة الذين في زمانهم يوافق ما تقولون، يُنكر أن يكون الله ليس على العرش، ينكر فيه أن الله ليس في السماء، ينكر أن الله تعالى لا ينزل إلى السماء كما يشاء، فلم يستطعيوا أن يأتوه بحرف واحد عن أحد من أئمتهم، وإنما إمامهم ابن كلاب اسم> .
وإمام المعتزلة أبو هذيل العلاف اسم> وإمامهم أيضا أبو هاشم الجبائي اسم> ومن أشبههم، وإمام كثير منهم محمد بن الكرام اسم> وإمامهم الأشعري اسم> ولكن الأشعري اسم> - رحمه الله- قد تراجع عن معتقدهم، وألف كتابه الذي سماه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، وهو مطبوع، وألف كتابه أيضا الذي سماه الإبانة في أصول الديانة، وهي أيضا مطبوعة وهي أيضا على معتقد أهل السنة، ولكن له كتب قد كتبها قبل أن يرجع.
ذكر أنه كان له ثلاث حالات: حالة كان معتزليا يعني على مذهب الجبائي اسم> في الاعتزال، ثم إنه غضب عليه، ولم يقدر على جواب مسألة ألقاها عليه، بعد ذلك تتلمذ على عبد الله بن سعيد بن كلاب اسم> وسلك مسلكه ثم بقي على هذا المعتقد أربعين سنة، وألف أكثر كتبه، ثم هداه الله تعالى في آخر حياته، وسلك مسلك الإمام أحمد بن حنبل اسم> وتراجع عن تلك الكتب، ولكن أكثر الناس اعتمدوا كتبه التي كتبها لما كان على معتقد ابن كلاب اسم> .
فهذه طريقة أهل السنة وهذا معتقدهم -رحمهم الله وأكرم مثواهم- نسأل الله أن يرزقنا حبهم وحب من يحبهم، وأن يحشرنا في زمرتهم، نسأله سبحانه أن يحيينا على الكتاب والسنة، وأن يميتنا على ذلك، وأن يحشرنا في زمرة الصالحين، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهبنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب. والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد اسم> .
مسألة>
-46-