موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح
باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح
عدد المشاهدات
()
قال الإمام البخاري اسم> -رحمه الله- باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.
قال أبو عبد الله اسم> حدثنا علي بن عبد الله اسم> قال: حدثنا مرحوم اسم> قال: سمعت ثابتا البناني اسم> قال: كنت عند أنس اسم> وعنده ابنة له قال أنس اسم> رسم>
جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله! ألك بي حاجة فقالت: بنت أنس اسم> ما أقل حياءها واسوأتاه! قال: هي خير منك رغبت في النبي -صلى الله عليه وسلم- فعرضت عليه نفسها متن_ح> رسم> .
قال أبو عبد الله اسم> حدثنا سعيد بن أبي مريم اسم> قال: حدثنا أبو غسان اسم> قال: حدثني أبو حازم اسم> عن سهل بن سعد اسم> رسم>
أن امرأة عرضت نفسها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له رجل: يا رسول الله زوجنيها فقال: ما عندك؟ قال: ما عندي شيء. قال: اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد. فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري ولها نصفه قال سهل اسم> وما له رداء. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وما تصنع بإزارك إن لبسْتَه لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسَتْه لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاه أو دعي له فقال له: ماذا معك من القرآن؟ فقال معي سورة كذا وسورة كذا لسور يعدّدها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أملكناكها بما معك من القرآن متن_ح> رسم> .
هكذا ترجم البخاري اسم> عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، ذكر فيه هذين الحديثين، في حديث أنس اسم> رسم>
أن امرأة عرضت نفسها على النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: ألك في حاجة متن_ح> رسم> أي: تحب أن تكون زوجة له، وأن تكون من أمهات المؤمنين الذين يكن زوجات له في الآخرة، وفي ذلك شرف وفضل لهن.
ولما حدث أنس اسم> بهذا كانت عنده بنت له، فكأنها أنكرت ذلك، وكأنها تقول: إن هذا دليل الرعونة وقلة الحياء والجرأة من المرأة أنها تأتي، وتقول: يا فلان تزوجني، ولكن أنسا اسم> أنكر على بنته، وبيّن أن هذه المرأة تحب الخير، تحب أن تكون من أمهات المؤمنين، وأن هذا شرف لها لو حصل؛ فدل على أنه يجوز أن يُعرض على الرجل نكاح المرأة إذا كان رجلا صالحا.
وكذلك فعل عمر اسم> -رضي الله عنه- لما طلقت أو توفي زوج بنته حفصة اسم> وتأيمت أصبحت أيما عرضها على أبي بكر اسم> وقال: هل لك أن أزوجك حفصة اسم> ؟ يقول: فسكت أبو بكر اسم> ولم يرد علي شيئا، ثم جاء إلى عثمان اسم> وعرضها عليه، ولكن عثمان اسم> أيضا تذكر وذكر أنه قد بدا له ألا يتزوج، عرضها على أبي بكر اسم> وعنده امرأة، وعرضها على عثمان اسم> وعنده أيضا امرأة، ولكن يحب أن تكون ابنته عند أحد هؤلاء الصحابة الذين لهم فضل.
فالحاصل أنه لا مانع إذا كان هناك رجل صالح -أن تعرض عليه أن يتزوج ابنتك أو موليتك؛ حرصا على الانضمام إلى أهل الصلاح، وأن يكون زوج هذه المرأة من أهل الصلاح ومن أهل الاستقامة، كذلك أيضا يجوز للمرأة أن تعرض نفسها، يعني سواء يعرضها وليها أو تعرض نفسها إذا رأت أن هذا رجل يحب أن يتزوج يريد أو يلتمس زوجة ولكنه لم يعرف من يناسب له، أو لم يشعر بمن يناسب له، فلو اتصلت به وقالت: إذا كان لك رغبة فإني لي رغبة؛ حرصا منها على يكون زوجها من أهل الصلاح ومن أهل الاستقامة، ومن أهل الفضل فلا مانع من ذلك.
وكذلك أيضا قصة المرأة في حديث سهل اسم> وقد تقدمت، ذكروا أنها جاءت وعرضت نفسها وقالت: قد وهبت لك نفسي، النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له بها حاجة، فخطبها هذا الرجل الذي من المهاجرين الفقراء، وزوجه إياها بما معه من القرآن كما تقدم.
مسألة>
-21-