المكتبة الصوتية
تسجيلات - كتب
شرح مختصر زاد المعاد
النبي صلى الله عليه وسلم نموذج لهداية للبشرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ قرآن>
رسم> والمراد بالاختيار هو: الاجتباء والاصطفاء، وقوله: رسم>
مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ قرآن>
رسم> أي ليس هذا الاختيار إليهم، فكما أنه المتفرد بالخلق فهو المتفرد بالاختيار منه فإنه أعلم بمواقع اختياره، كما قال تعالى: رسم>
اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ قرآن>
رسم> وكما قال تعالى: رسم>
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ قرآن>
رسم> فأنكر سبحانه عليهم تخييرهم، وأخبر أن ذلك إلى الذي قسم بينهم معيشتهم ورفع بعضهم فوق بعضهم درجات، وقوله: رسم>
سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ قرآن>
رسم> نزه نفسه عما اقتضاه شركهم من اقتراحهم واختيارهم، ولم يكن شركهم متضمنًا لإثبات خالق سواه حتى ينزه نفسه عنه، والآية مذكورة بعد قوله: رسم>
فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ قرآن>
رسم> .
اللهم رب جبريل اسم> وميكائيل اسم> وإسرافيل اسم> فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم متن_ح>
رسم> .
أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله متن_ح>
رسم> وفي مسند البزار اسم> من حديث أبي الدرداء اسم> مرفوعًا إن الله سبحانه قال لعيسى ابن مريم: اسم> إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم، قال: يا رب كيف هذا ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي.
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قرآن>
رسم> ومن الذين تقول لهم خزنة الجنة: رسم>
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ قرآن>
رسم> وهذه الفاء تقتضي السببية أي بسبب طيبكم فادخلوها، وقال تعالى: رسم>
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ قرآن>
رسم> ففسرت بأن الكلمات الخبيثات للخبيثين، والكلمات الطيبات للطيبين، وفسرت بالنساء الطيبات للرجال الطيبين، وبالعكس، وهي تعم ذلك وغيره.
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ قرآن>
رسم> أي ليست الخيرة إليهم، بل الخيرة إلى الله تعالى.
وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ قرآن>
رسم> وكذلك اختار من الملائكة أشرفهم، وهم هؤلاء الثلاثة الذين ذكروا في هذا الحديث، ذكر بعضهم في آية في سورة البقرة رسم>
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ قرآن>
رسم> وذكر إسرافيل اسم> في هذا الحديث، بمعنى أن الله ميزهم عن غيرهم من بقية الملائكة، وهذا من الاختيار.
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا قرآن>
رسم> فأخبر بأنه كرمهم وأنه فضلهم على كثير من خلقه تفضيلًا، ثم اختار منهم الرسل، من كل أمة اختار رسولًا أوحى إليه، واختار من رسله الخمسة الذين هم أولو العزم، ذكروا في قول الله تعالى: رسم>
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قرآن>
رسم> هؤلاء الخمسة هم أولو العزم الذين ذكرهم في قوله: رسم>
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ قرآن>
رسم> وذُكروا في سورة الشورى في قول الله تعالى: رسم>
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قرآن>
رسم> أي يا محمد اسم> رسم>
وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى قرآن>
رسم> فاختار الله تعالى هؤلاء الملائكة وفضلهم، واختار هؤلاء الأنبياء وفضلهم.
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قرآن>
رسم> فالأمة المحمدية هي خير الأمم، كما في الحديث الذي سمعنا وهو قوله: رسم>
أنتم توفون يوم القيامة سبعين أمة أنتم خيرها وأفضلها عند الله تعالى متن_ح>
رسم> وذلك لشرف نبيهم، فلما كان هذا النبي الكريم هو أشرف الأنبياء كانت أمته أشرف الأمم، والمراد هنا أمة الإجابة الذين استجابوا له واتبعوه واتبعوا ما جاء به، فإنهم حازوا هذا الفضل وتقدموا به على غيرهم.
إن الله اصطفى من بني إسماعيل اسم> كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم متن_ح>
رسم> .
وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ قرآن>
رسم> أي من المختارين الذين هم خيرة الله تعالى من خلقه، فالأنبياء خيرته من خلقه، وكذلك أيضًا المؤمنون من أتباع الأنبياء خيرة الله تعالى من خلقه، داخلون في قوله تعالى: رسم>
مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ قرآن>
رسم> رسم>
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ قرآن>
رسم> .
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ قرآن>
رسم> .
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ قرآن>
رسم> يعني البيت الحرام اسم> البيت العتيق اسم> سماه الله تعالى بالمحرم رسم>
عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ قرآن>
رسم> وسماه بالبيت العتيق اسم> رسم>
ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ قرآن>
رسم> فحاز فضيلة بهذه الصفات الشريفة مع أنه بقعة من البقع، يعني أرضه كسائر الأرض، ولكن لما جعل الله له هذه الميزة وجعله قبلة الناس رسم>
وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ قرآن>
رسم> كان ذلك أثر اختيار الله سبحانه وتعالى، هذا دليل على أنه يخلق ما يشاء ويختار، وأن الخيرة ليست للخلق وإنما هي للخالق سبحانه.