موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
رؤية الله تعالى في الدنيا المتحقق منها وغير المتحقق
رؤية الله تعالى في الدنيا المتحقق منها وغير المتحقق
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
وعلى آله وصحبه أجمعين ذكر الشيخ في هذه الوصية كلاما على بعض الأحاديث المكذوبة, وبعض الأقوال المفتراة التي يروجها المتصوفة في حق أكابرهم ومريديهم, وما يسمونهم: أبدالا وأقطابا وأوتادا, ويعتقدون فيهم الولاية -كما يقولون- ويرفعونهم حتى يفضلونهم على أنبياء الله ورسله, ويدعون أنهم يأخذون من المعين الذي يأخذ منه الملك, ويحملهم .. على أن يعبدوه, ثم يتعلقون بهم في الحياة الدنيا, فلان رأى ربه, وأنه ممن أطلعه الله على ذاته, وأنه وأن الله نزل واطلع أو تبدى لفلان من الأولياء, وما أشبه ذلك, ويقصدون بذلك أن ينخدع بهم أتباعهم حتى يعتقدوا في ساداتهم وفي أوليائهم.
وإذا أردنا .. الشريعة وجدنا أن الله تعالى احتجب في هذه الدنيا عن العباد, ومنع موسى اسم> من أن يراه في قوله: رسم>
لَنْ تَرَانِي قرآن> رسم> وإذا كان موسى اسم> لم تحصل له الرؤيا في الدنيا, فكيف تحصل لهؤلاء الذين يدعون أنهم أولياء؟ والله أعلم بحقائقهم.
وأما مسألة الرؤية فذكر الشيخ الخلاف في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه ليلة الإسراء, مع أن الراجح أنه ما رآه، وفي صحيح مسلم اسم> عن أبي ذر اسم> رسم>
سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه متن_ح> رسم> وفي حديث آخر: رسم>
رأيت نورا متن_ح> رسم> وقد ورد أيضا في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
إن الله لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل النهار, وعمل النهار قبل الليل, حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم> احتجب بهذا النور, ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه خلقه, فدل على أنه احتجب بنور, فلا يراه أحد إلا احترق.
لا شك أن هذا يفهم منه عظمة الله تعالى إلى هذا المقام، ويفهم منه أن المتصوفة الذين يدعون أن أولياءهم تكشف لهم الله, تكشف لهم, وتجلى لهم, وبرز لهم, ورأوه, يمدحونهم بذلك .. أنهم على ضلال؛ فلأجل ذلك ذكر الشيخ -رحمه الله- مسألة الرؤية لله, أما في الآخرة فإن الله تعالى يقوي عباده أهل الجنة, ويعطيهم من القوة ما يثبتون به أمام الرب تعالى إذا تجلى لهم, أمام تجلي الله تعالى لعباده, لا شك أن هذا أن أدلتهم واضحة، وأن الحكايات التي يروجونها كلها ليس لها أصل في الصحاح, ولو اشتهرت في مؤلفاتهم، وأن مبنى تلك المؤلفات على التخيلات ونحوها.
وأما رؤية الله في المنام فهذه قد تتصور, قد يتصور أن الله تعالى يرى في المنام, ولكن لا تدل على أن من رآه فإنه على تلك الصفة, وعلى تلك الكيفية, أي: لأن الله ليس كمثله شيء؛ ليس كمثله شىء, ولأنهم لا يحيطون به علما, ولكن المنام يتصور فيه صور وخيالات توهم أن هذا المرئي أنه هو الله, ونحو ذلك.
فذكر المعبرون في تفاسير الأحلام رؤية الله تعالى, ومنهم صاحب تعطير الأنام في تفسير الأحلام, أول شيء بدأ به الله تعالى في حرف الألف, وذكر من رأى أن الله رفعه, وأن الله تجلى له, وكذا وكذا, مما يدل على أن هذا شيء واقع, ولكن المتصوفة ما اقتصروا على رؤيا المنام, ورؤيا المنام قد وقعت حتى للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام في قوله: رسم>
رأيت ربي في أحسن صورة متن_ح> رسم> وذكر أنه وضع يده على صدره, قال: رسم>
حتى وجدت برد أنامله متن_ح> رسم> هذه رؤيا منامية, ولا تدل على تمثيل, ولا تدل على أن الله على تلك الكيفية. والآن نستمع إلى كلام شيخ الإسلام.
مسألة>
-58-