نعود فنقول: إن صفة السمع صفة كمال، السمع يطلق على إدراك الأصوات؛ كل من يوصف بإدراك الأصوات فإنه يسمى سميعا، فإذا كانت المخلوقات الحية المتحركة من كمالها أنها تسمع الأصوات؛ فلا يمكن أن الذي خلقها يكون فاقدا لهذه الصفة؛ فإن ذلك يكون تفضيلا للمخلوق على الخالق، الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالسمع في القرآن -في الآيات الكثيرة-؛ فذكره بالاسم، وبالفعل الماضي، وبالفعل المضارع، بلفظ الجمع، وبلفظ الإفراد، مثال ذلك قوله تعالى: رسم> لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ قرآن> رسم> هذا ذكر بلفظ الماضي رسم> لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قرآن> رسم> ومثله: رسم> قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا قرآن> رسم> هذا ذكر بلفظ الماضي، ثم ذكر أيضا بلفظ المضارع في قوله: رسم> وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا قرآن> رسم> بلفظ المضارع يسمع، ثم ذكر بالاسم في قوله: رسم> إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن> رسم> فتنوع ذلك يدل على الإدراك للأصوات .