المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
أسماء الله وصفاته
نعود فنقول: إن صفة السمع صفة كمال، السمع يطلق على إدراك الأصوات؛ كل من يوصف بإدراك الأصوات فإنه يسمى سميعا، فإذا كانت المخلوقات الحية المتحركة من كمالها أنها تسمع الأصوات؛ فلا يمكن أن الذي خلقها يكون فاقدا لهذه الصفة؛ فإن ذلك يكون تفضيلا للمخلوق على الخالق، الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالسمع في القرآن -في الآيات الكثيرة-؛ فذكره بالاسم، وبالفعل الماضي، وبالفعل المضارع، بلفظ الجمع، وبلفظ الإفراد، مثال ذلك قوله تعالى: رسم>
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ قرآن>
رسم> هذا ذكر بلفظ الماضي رسم>
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قرآن>
رسم> ومثله: رسم>
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا قرآن>
رسم> هذا ذكر بلفظ الماضي، ثم ذكر أيضا بلفظ المضارع في قوله: رسم>
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا قرآن>
رسم> بلفظ المضارع يسمع، ثم ذكر بالاسم في قوله: رسم>
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قرآن>
رسم> فتنوع ذلك يدل على الإدراك للأصوات .
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا قرآن>
رسم> وهي امرأة أوس بن الصامت اسم> وهي التي استوقفت عمر اسم> رضي الله عنه مرة؛ فلامه بعض أصحابه وقالوا: كيف أطلت الوقوف مع هذه المرأة؟ فقال: هذه هي التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، يعني: أنه أجابها لما اشتكت ويطلق السمع على الإجابة، يعني: استجاب، فقول المصلي: سمع الله لمن حمده، ليس المراد هنا إدراك الأصوات؛ وإنما المراد سمع سَماعَ إجابة أي: سمعهم ليجيب من حمده على حمده له ويثيبه، يجيبهم ويثيبهم، فيكون السماع هنا سماع الكلام الذي يلزم منه الإجابة، وفي الورد الذي اشتهر قول : حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، يعني: سَِمع سمْع استجابة .
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قرآن>
رسم> وهذا جاء بلفظ المضارع، أسمع وأرى، فمعنى ذلك أنني سوف أنصركم لأني أسمع ما تقولونه وما يقال لكم، ومن كان كذلك فإنه لا يخاف أن يغلب، إذا كان الله تعالى معه؛ فإنه يسمع كلامه سماع إجابة، وينصره إذا اعتدي عليه، ويكون أيضا من فوائد استحضار سمع الله تعالى أن يراقب العبد ربه؛ فلا يقدم على معصيته بأية كلمة وهو يتحقق أنها في سمع الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: رسم>
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قرآن>
رسم> وغير ذلك من الآيات.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: رسم>
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ قرآن>
رسم> رسم>
إن اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا قرآن>
رسم> لما قرأها وضع أصبعيه على عينيه وأصبعيه على أذنيه متن_ح>
رسم> فليس المراد سميعا بصيرا كعينين مثل أعيننا، وأذنين كآذاننا؛ وإنما مراده حقيقة السمع وحقيقة البصر، أي: كما أنكم تسمعون من هنا، وتبصرون من هنا، فالله سميع بصير؛ أي: كما أن العينين آلة للبصر: والأذنين آلة للسمع .
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن>
رسم> فمع إثباته للسمع والبصر نفى المثلية أو المماثلة، وهذه الآية أو بعض آية رد على الطائفتين، فقوله: رسم>
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قرآن>
رسم> رد على الممثلة، وقوله: رسم>
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن>
رسم> رد على المعطلة، ولهذا ثقل آخرها على الجهمية ونحوهم، حتى روي: أن بعض المعطلة أظنه ابن أبي دؤاد اسم> اقترح على بعض الخلفاء يمكن أنه المأمون اسم> أن يكتب على كسوة الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم يعني حتى لا يكون في الآية إثبات صفة السمع والبصر؛ فاعتذر بأنه يكون قد غير كلام الله تعالى، فالله تعالى ليس كمثله شيء؛ مع أننا نثبت له هذه الصفة التي هي صفة السمع وصفة البصر؛ وذلك لأنها صفة كمال.