وتوسط أهل السنة، ذكر شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية أن أهل السنة وسط في باب القضاء بين القدرية والجبرية، وذكر في كلامه على القدر أن أهل السنة يثبتون للعباد قدرة؛ ولكنها مسبوقة بقدرة الله تعالى، نعترف بأن ربنا سبحانه هو الذي أقدرنا، ولولا أنه أقدرنا ما قدرنا على أن نعمل ما نعمله سواء من أمور الدين أو من أمور الدنيا، وأنه الذي أقدر العباد على ما يقدرون عليه وعلى ما يعملونه؛ فهو الذي أعانهم وأقدرهم على أن اخترعوا هذه المخترعات، وعلى أن صنعوا هذه الصناعات، فهو الذي خلق أيديهم لتعمل بذلك، كما في قول الله تعالى: رسم> وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ قرآن> رسم> وكذلك أخبر بأنه خالق كل شيء في آيتين من القرآن: رسم> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> رسم> ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> كذلك يدخل في خلقه أفعال العباد، أي: أنه خالقها.