ثم هذه القدرة التي هي قدرة الله تعالى على أفعال العباد، قلنا: إنه أنكرها هؤلاء المعتزلة، وغلا في إثباتها آخرون وهم الجبرية؛ فجعلوا المخلوق مجبورا على أفعاله، وجعلوا كل ما في الوجود فهو من إيجاد الله تعالى، ولم يجعلوا للعبد أي اختيار، ولا أية قدرة، ولو كانت مقيدة بقدرة الله. وهؤلاء هم المُجْبِرَة، الذين يدعون أن العبد مجبور على أفعاله دون أن يكون له أي اختيار أو أي فعل ينسب إليه. فكان هؤلاء وهؤلاء في طرفي نقيض، الجبرية والقدرية. فأما القدرية الذين ينكرون قدرة الله تعالى على أفعال العباد فإنهم يخصمون بعموم القدرة، ذكر عن الإمام أحمد اسم> رحمه الله أنه قال: القدر قدرة الله.