وأجاب العلماء بأن آيات المعية تنقسم إلى قسمين: معية عامة، ومعية خاصة؛ فالمعية العامة مثل قوله تعالى: رسم> وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قرآن> رسم> ومثل قوله تعالى: رسم> مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا قرآن> رسم> ومثل قوله تعالى: رسم> وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ قرآن> رسم> فنثبت آيات المعية، ونقول: إنها معية حقيقية؛ ولكن ليس معناها أنه مختلط بخلقه، كما بين ذلك شيخ الإسلام اسم> في الواسطية يقول: وليس معنى رسم> وَهُوَ مَعَكُمْ قرآن> رسم> أنه مختلط بخلقه فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه أهل السنة، وهو خلاف ما فطر الله عليه الخلق؛ بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر، وغير المسافر أينما كان. يعني: أن الله تعالى فوق عباده وأنه مع عباده كما يشاء أي: مطلع عليهم، ولهذا سئل ابن عباس اسم> عن قوله رسم> وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ قرآن> رسم> فقال: اقرأ ما قبلها أول الآية وآخرها رسم> أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ قرآن> رسم> وآخرها: رسم> إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قرآن> رسم> آية الحديد أولها رسم> هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ قرآن> رسم> أي: معكم بعلمه وباطلاعه. فالمعية نقر بأنها حقيقية، وأن مقتضاها أنه مطلع عليكم، مهيمن عليكم رقيب عليكم، يراكم ولا يخفى عليه شيء من أمر عباده، ولا تحجبه هذه المخلوقات، ويعلم ما توسوس به نفس الإنسان، ويعلم ما يجول في صدره .
شـهدت بـأن وعـد اللـه حـق | وأن النـار مثـوى الكـافـرين |
وأن العـرش فـوق المـاء طاف | وفـوق العـرش رب العالمـين |
وتحـملــه مـلائكــة كـرام | مـلائكــة الإلـه مسـومـين |
بالبناء الأعلى الـذي سبق النـاس | وسـوى فـوق السـماء سـريرا |
فـارجعن مـا ينالـه بصـر العين | تـرى دونـه الملائكــة صـورا |
.................................... | إذا كان ربي في السمـاء قضاهـا |