موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
تفسير قوله: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
تفسير قوله: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
عدد المشاهدات
()
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. رسم> وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُون قرآن> رسم> .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله جل وعلا : رسم>
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قرآن> رسم> .
لما بين الله جل وعلا عظمته، وأنه خالق كل شيء المستحق بأن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يعبد وحده -نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها، وأمر بأن يدعوه عباده خوفا وطمعا، قال: رسم>
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا قرآن> رسم> .
والمراد بالإفساد في الأرض يشمل الشرك؛ الشرك بالله وسائر المعاصي؛ لأن من أعظم الفساد في الأرض الشرك بالله. والشرك بالله ومعاصيه قد يحبس الله بسببها المطر فتموت الحبارى في وكرها، والجعير في جحره بسبب ذنوب بني آدم. وقول الضحاك اسم> وغيره: رسم>
لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> لا تغوروا الأنهار، و.. المياه الجارية وتقطعوا الأشجار المزهرة كل ذلك داخل في هذا.
وربما كان قطع الشجر مصلحة للمسلمين إذا كان فيه حصار للكفار ومضرة عليهم كما يأتي فيما وقع في بني النضير في قوله: رسم>
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ قرآن> رسم> ؛ أي من نخلة رسم>
أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ قرآن> رسم> .
ومن الفساد في الأرض قطع الدنانير وإفساد السكة، وكل معصية لله وضرر على المسلمين وشرك بالله كل جميع هذا من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه؛ لأن طاعة الله كلها صلاح يستوجب المطيعون بها رحمة الله ونعيمه وعافيته رسم>
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ قرآن> رسم> و رسم>
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا قرآن> رسم> .
فطاعة الله وتقواه سبب لإدرار الأرزاق والعافية؛ كما قال تعالى عن نبيه نوح اسم> يا قوم رسم>
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا قرآن> رسم> قال عن نبيه هود اسم> أنه قال لقومه : رسم>
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ قرآن> رسم> إلى قوله : رسم>
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قرآن> رسم> .
وهذا متكرر في القرآن فالمعاصي والشرك كلها إفساد في الأرض، وطاعة الله واتباع أوامره كلها إصلاح في الأرض .
ومعنى رسم>
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> ؛ أي بالشرك والمعاصي، وجميع أنواع الفساد، رسم>
بَعْدَ إِصْلَاحِهَا قرآن> رسم> بعد أن أصلحها الله بأن بعث فيها الرسل الكرام وعلموا أوامر الله ونواهيه وما به صلاح الدنيا والآخرة، وإن مبعث الرسل تستقيم به أمور الدنيا ويصلح به جميع الشعوب، مما يصلح الدنيا والآخرة.
فمن جاء لأمور الناس وهي صالحة قائمة على أوامر الله وشرعه الذي جاءت به رسله وغيّر في ذلك وأفسد، وأشرك وعصى؛ فقد أفسد في الأرض بعد إصلاحها، وهذا هو الأظهر في معنى الآية.
مسألة>
-44-