موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
تفسير قوله: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
تفسير قوله: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
عدد المشاهدات
()
...............................................................................
رسم>
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قرآن> رسم> أي وقلنا لهم: رسم>
كُلُوا قرآن> رسم> هذا أمر إباحة.
وفيه ثلاثة أفعال في اللغة العربية مبدوءة بالهمزة يجوز حذف همزتها في الأمر، ولا نظير لها وهي أخذ وأمر وأكل. نقول في الأمر منها: خذ، مر، كل بقياس مطرد. إلا أن أمر إذا كان قبلها واو قبل الهمزة واو أو فاء كان إثبات الهمزة في الأمر أفصح، ومنه قوله: رسم>
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ قرآن> رسم> فإن لم يكن قبلها واو ولا فاء فإسقاط الهمزة في الأمر أفصح؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم - رسم>
مرهم بالصلاة لسبع متن_ح> رسم> رسم>
مره فليراجعها متن_ح> رسم> ونحو ذلك.
وهذا معنى قوله: رسم>
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قرآن> رسم> كهذا الطائر الذي هو السمانى، وهذه الفاكهة العظيمة التي هي رسم>
الْمَنَّ قرآن> رسم> أو غير ذلك على أنه أعم من الطرنجبين. والطيب هنا شامل طيب الإباحة، وطيب اللذاذة؛ لأن الطيب يطلق إطلاقين.
يطلق طيبا من جهة الإباحة وعدم الشبهة، ويطلق طيبا من جهة اللذاذة وحسن المأكل، وهو جامع لهما هنا في قوله: رسم>
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قرآن> رسم> .
فهؤلاء اليهود لما أنعم الله عليهم هذه النعم وخالفوا، ادخروا من رسم>
الْمَنَّ وَالسَّلْوَى قرآن> رسم> و هم منهيون عن الادخار. وسيأتي ما بدلوا من القول والفعل ما سلط الله عليهم بسببه من العذاب. قال الله إن مخالفاتهم عند الإنعام عليهم، ومقابلاتهم إنعام الله بمعاصيه أنهم ما ظلموا الله في ذلك، وما ظلموا إلا أنفسهم؛ أي رسم>
وَمَا ظَلَمُونَا قرآن> رسم> ؛ بمقابلتهم إنعامنا بالمعاصي، رسم>
وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قرآن> رسم> .
قوله: رسم>
وَمَا ظَلَمُونَا قرآن> رسم> ؛ هو نص صريح على أن نفى الفعل لا يدل على إمكانه؛ لأن الله نفى ظلمهم له، ونفيه جل وعلا ظلمهم له لا يدل على إمكان ذلك. سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
رسم>
وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قرآن> رسم> قدم المفعول لأجل الاختصاص أي لا يظلمون بذلك إلا أنفسهم.
ونرجو الله جل وعلا أن يوفقنا لما يرضيه، وأن يرفق بنا فلا نظلم أنفسنا ولا نظلم أحدا. اللهم وفقنا حتى لا نظلم أنفسنا، ولا نظلم أحدا من خلقك. ربنا آتنا في الدنيا....
مسألة>
-83-