ذكروا أنه لما ذهب ليشتري طعاما، وكانت تلك النقود التي ذهب بها قديمة. أي: مضروبة ضربا قديما، وقد فنيت عندهم، وفني أهلها. فلما جاءهم بتلك الوَرِق استغربوا من أين لك هذه النقود التي قد مضى عليها مئات السنين؟! لا بد أن عندك كنزا، أو أن عندك خبرا!! من أين أتيت بها؟ استغربوا بقاءها، مع أنه قد مضى على ضربها هذه المدة الطويلة، فعند ذلك أرادوا أن يمسكوا هذا الذي جاء بها -كما ذُكِر في بعض الكتب- فهرب إلى أولئك الأقوام الذين في ذلك المكان، وسار خلفه من يطرده، إلى أن وصل إلى الكهف؛ فلما وصل إلى الكهف، واضطجع معهم ضرب الله على آذانهم؛ فماتوا الموتة الأخيرة، الموتة التي كتبها الله تعالى عليهم وعلى غيرهم. رجع كل منهم إلى مضجعه، وقبض الله تعالى أرواحهم بعد أن أحياهم هذه المدة.