المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
تفسير سورة الكهف
قصة صاحب الجنتين
فقال لصاحبه رسم>
أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا قرآن>
رسم> هكذا افتخر على صاحبه الفقير؛ افتخر بما أعطاه الله، بقوله رسم>
أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا قرآن>
رسم> أي: أملك ما أملكه من هذه البساتين، وأملك ثمارها، وأملك أنهارها، وأملك أيضا نتاجها وغلتها؛ فأنا أكثر منك مالا، وهكذا أيضا افتخر بأنه أعز نفرا. يعني: أسرة وقبيلة. يعني: أن قبيلته وفخذه الذي ينتمي إليه أهل عزة وأهل قوة وأهل منعة، عندهم من الذخائر وعندهم من القوة ما ينتصرون به على غيرهم. يفتخر بقومه، ويفتخر بماله.
هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ قرآن>
رسم> .
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ قرآن>
رسم> بدلوا نعمة الله. أي: بدلوا شكرها.
إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب متن_ح>
رسم> .
وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قرآن>
رسم> .
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ قرآن>
رسم> .
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ قرآن>
رسم> ثم ضرب لها مثلا بقوله: رسم>
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ قرآن>
رسم> .
أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ قرآن>
رسم> وهذا ما قص الله علينا في هذه القصة أن هذا الرجل افتخر بما أعطاه الله.
وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ قرآن>
رسم> يعني: مفاتيح خزائنه يعجز عن حملها جماعة من الناس. المفاتيح التي تفتح بها تلك الخزائن يعجز عن حملها عصبة من الرجال الأقوياء.
لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قرآن>
رسم> أي: لا تفرح فرح أشر وفرح بطر، بل اعترف بفضل الله، ولا تفرح رسم>
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قرآن>
رسم> وقالوا له: رسم>
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ قرآن>
رسم> أي: ما أعطاك الله قدمه لآخرتك، حتى ينفعك عند الله تعالى؛ اصرفه فيما يعينك على رضا الله تعالى: رسم>
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قرآن>
رسم> أي: تمتع من الدنيا بما أباح الله تعالى لك.
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي قرآن>
رسم> أي: ما أعطيت هذا المال إلا لأجل حظي، فاعتقد أنه ذو حظ، وأنه ذو تجربة وعلم وفكرة، وغبطه أيضا الذين يريدون الحياة الدنيا، وقالوا: رسم>
يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ قرآن>
رسم> اعتقدوا أن ما أعطيه من هذه الزينة وهذه الأموال دليل على كرامته؛ ولكن الله تعالى عاقبه لما افتخر بما أعطاه الله. يقول تعالى: رسم>
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ قرآن>
رسم> فهكذا في هذه القصة، افتخر هذا الرجل وقال: رسم>
أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا قرآن>
رسم> هذا ما حكاه الله عنه.