وصفه الله تعالى بقوله: رسم> آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا قرآن> رسم> رحمة من الله، أنه آتاه رحمة، وهذه الرحمة أثرها أنه يعبد ربه، وأنه يطيعه، وأنه يؤدي ما أوجب الله تعالى عليه من التعليم، ومن الرسالة ونحوها، وصفه بقوله: رسم> وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا قرآن> رسم> أي: فتح الله عليه، وعلمه علوما جمة، علوما كثيرة فاتت غيره من أهل زمانه، ولما وجده موسى اسم> ذكروا أنه وجده وهو ملتحف بعباءة له، مضطجع، فجاء إليه موسى اسم> فقال: السلام عليكم، فقال الخضر اسم> عليكم السلام، وأنَّى بأرضك السلام؟! استغرب أن يوجد من يسلم، والظاهر: أن أهل تلك البلدة لا يعرفون السلام، الذي هو تحية المسلمين، فاستغرب من يسلم، وأنَّى بأرضك، أي: وكيف يوجد بهذه الأرض من يقول: السلام عليكم؛ فعند ذلك قال: أنا موسى اسم> سمى نفسه، فلما سمى نفسه قال: موسى اسم> بني إسرائيل اسم> ؟ قال: نعم، جئت لأتعلم منك مما علمك الله، هكذا اعترف موسى اسم> أنه قطع هذه المسافة؛ لأجل أن يتعلم مما علمه الله الخضر اسم> ولم يكن عند موسى اسم> والله تعالى قادر على أن يفتح على موسى اسم> وأن يعلمه، ما هو أن يوحي إليه بتلك العلوم، التي عَلَّمَهَا الخضر أو أكثر منها؛ فلما قال ذلك لموسى اسم> قال له: يا موسى اسم> إني على علم من علم الله عَلَّمَنِيهِ لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله عَلَّمَكَهُ الله لا أعلمه. أي: كل منا عنده علم مما فتحه الله عليه، أي: موسى اسم> عنده علم في التوراة، مما أوحاه الله إليه، والخضر اسم> عنده علم مما فتح الله عليه وألهمه، قد يخفى على موسى اسم> وقد يكون ذلك العلم مما أطلعه الله عليه في واقعهم، وفي محيطهم.