المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
تفسير سورة الكهف
قصة صاحب الجنتين
وكما حصل أيضا لأصحاب الجنة الذين ذكروا في سورة ن والقلم؛ فإن الله تعالى حكى عنهم: أن لهم بستانا، وأن ذلك البستان فيه ثمار، فلما كان في ليلة من الليالي أقسموا وحلفوا أنهم سيصرمون نخيلهم وأشجارهم؛ يعني: ثمارها في الصباح، يصرمونها، وحلفوا على ذلك، ولم يستثنوا، لم يقولوا: إن شاء الله، فلما أصبحوا ففي تلك الليلة أرسل الله تعالى عليها ما أتلفها رسم>
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قرآن>
رسم> أصبحت محترقة مصرومة، ليس فيها شيء؛ وذلك لأنهم تمالئوا على أن يمنعوا المساكين، وقالوا: لا يدخل عليكم مسكين فيها رسم>
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قرآن>
رسم> طاف عليها طائف من ربك، بعذاب من ربك، رسم>
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قرآن>
رسم> فلما رأوها اعتقدوا أنهم ضالون، وقالوا: ليست هذه جنتنا، ولا هذا بستاننا، نحن مخطئون، ولكن بعد أن تحققوا أنها هي بستانهم، اعترفوا بأنهم مخطئون، وقالوا: رسم>
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قرآن>
رسم> ورجعوا إلى ربهم، وقالوا: رسم>
عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ قرآن>
رسم> .
أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا قرآن>
رسم> وأشرك بالله، وقال بعدما عوقب: رسم>
يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا قرآن>
رسم> عاقبه الله بأن أتلف عليه هذه الجنة، وهذا البستان أحوج ما كان إليه.
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ قرآن>
رسم> يعني: أن يكون له بستان، ثم يقول تعالى: رسم>
أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ قرآن>
رسم> فتؤتي أكلها، فأصابها يعني: سلط الله تعالى عليها ما أصابها، وله ذرية ضعفاء. رسم>
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ قرآن>
رسم> هذا مثل أيضا ضربه الله تعالى لمن أصيب في ماله أحوج ما كان إليه.
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ قرآن>
رسم> أي: في ذلك المكان، كما قاله بعضهم.
الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ قرآن>
رسم> يعني: من تولاه الله تعالى فإن ولايته حق، ومن خذله فإنه هو المخذول.
الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا قرآن>
رسم> أي: ثواب الله تعالى خير لمن آمن، وعمل صالحا، ولا يلقاها إلا الصابرون، وخير عاقبة؛ أي فضل الله، وما يعطيه، وما يخوله لعبده هو خير ثوابا، وخير عاقبة.