المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
تفسير سورة الكهف
قصة موسى مع الخضر عليهما السلام
فأولها: السفينة، يقول الله تعالى: رسم>
فَانْطَلَقَا قرآن>
رسم> يعني: صار موسى اسم> والخضر اسم> ولم يذكر الفتى؛ لأنه تابع لموسى اسم> فيعتبر كأنه تبع موسى، اسم> انطلق موسى اسم> والخضر اسم>
حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ قرآن>
رسم> مرا بسفينة، فطلبا أن يركباها، أهل السفينة يعرفون الخضر اسم> فلما عرفوا الخضر اسم> أركبوهما بغير أجرة، بغير نَوْلٍ، لم يطلبوا منهما نولا ولا عطاء، وهذا دليل على أن هناك من يعرف الخضر اسم> ويعترف بفضله، ويعترف بعلمه، وأن أهل تلك السفينة من المسلمين المتبعين للخضر اسم> الذين على دينه، وعلى طريقته؛ فلهذا عرفوه، فأركبوه بغير نول، ولما أركبوه رق لهما، وخاف أنهما يُسْلَبان هذه السفينة، فلما ركبا في السفينة، كان مع الخضر اسم> فأس، فعمد إلى لوح من ألواح السفينة، فخرق ذلك اللوح، كسره، وأزاله عن موضعه، وجعله في موضع آخر؛ ليكون عيبا ظاهرا في هذه السفينة.
لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قرآن>
رسم> أي: شيئا غريبا، حيث عمدت إليها؛ لتفسدها، وتغرق أهلها، لأن العادة أن السفينة تجري في لجة البحر، وأنه إذا كان فيها خرق فقد تأتي إلى مكان عميق فيه أمواج، وفيه اضطرابات، ثم إن تلك الأمواج قد ترفع الماء إلى ذلك الخرق فيدخل في وسط السفينة، وإذا دخل فيها، وامتلأت من الماء رسبت، غرقت، وغاصت إلى أسفل الماء وإلى لجته؛ فيغرق أهلها، وتغرق البضائع والأمتعة التي فيها؛ فتكون أنت السبب، لأنها كانت قبل ذلك سفينة صالحة.
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قرآن>
رسم> يقول: أما تذكر أنني ذكرتك، وقلت لك: رسم>
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قرآن>
رسم> فهذا تسرعك، وهذا أمرك، وهذا من عجبك، وإنكارك لشيء لا تعرفه؛ فأنا أعرف السبب، وأنت لا تعرفه، فذكره بذلك.
لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ قرآن>
رسم> فقد نسيت شرطك علي، وغفلت عن ما طلبت مني، نسيت شرطك؛ فاعف عني.
لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا قرآن>
رسم> ولا تكلفني مشقة لا أتحمل الصبر معها، وتطردني بذلك وتردعني، فعند ذلك عذره الخضر اسم> ولكن لم يبين له أمر خرق السفينة إلا فيما بعد.