المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
تفسير سورة الكهف
قصة موسى مع الخضر عليهما السلام
بعد ذلك يقول الله تعالى: رسم>
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ قرآن>
رسم> دخلا قرية من القرى.
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قرآن>
رسم> قد يقال: وهل للجدار إرادة؟ الجدار جماد، كيف تنسب إليه الإرادة؟ والإرادة: هي العزم على فعل الشيء، والقصد لفعله، والجدار جماد! ولهذا استدل المتكلمون بهذه الآية على المجاز، وقالوا: إن هذا من المجاز، حيث نسبت الإرادة للجماد، والصحيح: أنه ليس من باب المجاز بل هو حقيقة، وأن لكل شيء إرادته؛ فإرادة الجدار تناسبه، وإرادة الإنسان تناسبه، وقد ذكر الله تعالى أن الجمادات تسبح من جملة من يسبح، داخلة في قول الله تعالى: رسم>
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ قرآن>
رسم> من في السماوات، ومن في الأرض يعم الجماد، والمتحرك، وكذلك قوله تعالى: رسم>
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ قرآن>
رسم> فإذا كانت الجبال، والحيطان، وما أشبهها تسبح دل على أن فيها حياة تناسبها، كذلك أيضا قد ذكر الله أنها تسجد بأمر الله تعالى في قوله: رسم>
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ قرآن>
رسم> أي: كلها تسجد لله تعالى بما فيها الجبال وهي جماد، وبما فيها الشجر وهي جماد، ولكنها تسجد بما سخرها الله، وجعل فيها من المعرفة، فلا مانع من أن يكون في الجدار هِمَّة، وحركة يعلمها الله تعالى وإرادة تناسبه.
لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قرآن>
رسم> لاتخذت أجرة على إصلاحه وإقامته، ونحن بحاجة إلى هذه الأجرة؛ نشتري بها قوتا نتغذى به، أنكر على الخضر اسم> إصلاح هذا الجدار، مع أن أهل البلدة كلهم بخلاء.
هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ قرآن>
رسم> الآن قد صبرتُ عليك مرارا، وهذا آخرها، آخر ما أجتمع معك بأنك تنكر علي، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - رسم>
رحم الله موسى اسم> وددنا لو صبر؛ حتى يقص الله تعالى علينا من نبئهما ما يقص متن_ح>
رسم> يعني: مما فيه فائدة.