موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
أدلة التمسك بالكتاب والسنة
أدلة التمسك بالكتاب والسنة
عدد المشاهدات
()
فالآيات التي تأمرنا بالتمسك كثيرة، وكذلك الأحاديث، الله تعالى يأمرنا بمثل قوله تعالى: رسم> وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا قرآن> رسم> الاعتصام: هو اللزوم، لزوم الشيء والتمسكُ به، وحبل الله تعالى هو السبب الذي يوصل إلى رضاه، يوصل إلى ثوابه، يوصل إلى جنته ودار كرامته، سماه الله تعالى حبلا في هذه الآية؛ لأن من تمسك به نجا، ومن أخل به اختل تمسكه, واختل سيره.
كذلك في آية أخرى, يقول الله تعالى: رسم>
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا قرآن> رسم> سمى الله هذه الطريقة تمسكا, وفي الآية الأولى اعتصاما، فالتمسك: هو قبض الشيء، والقبض عليه باليدين، وكذلك بكل ما يستطيع أن يمسك به.
لا شك أن هذا مما أُمرنا به أن نمسك بشرع الله تعالى رسم>
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى قرآن> رسم> جعل الله هذه العروة الوثقى تتكون من أمرين: الكفر بالطاغوت, والإيمان بالله، رسم>
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى قرآن> رسم> ولا حاجة بنا إلى أن نفسر الطاغوت، وكذلك الإيمان بالله؛ لكون ذلك واضحا جليا، ولكن نقول: إن التمسك هو القبض على الشيء قبضا مُحكما، قبضا بكل ما يستطاع.
وهكذا سماه الله تعالى استقامة في آيتين من القرآن: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قرآن> رسم> رسم>
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا قرآن> رسم> الاستقامة هي: السير السوي الذي ليس فيه اعوجاج، وليس فيه أية انحراف، هذا هو الاستمساك, وهو الاستقامة.
وكذلك في الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم اسم> عن سفيان بن عبد الله اسم> أن رجلا قال: يا رسول الله -أو أنه قال: يا رسول الله- مُرني بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ فقال: رسم>
قل آمنت بالله ثم استقم متن_ح> رسم> أو: رسم>
قل ربي الله ثم استقم متن_ح> رسم> أمره بأن يستقيم, أي: يسير سيرا سَوِيًّا، ليس في سيره أية انحراف، أو أية مخالفة؛ فهذا حقا هو الالتزام.
وكذلك أيضا أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الصحيح, في حديث العرباض بن سارية اسم> لما قال -عليه الصلاة والسلام- رسم>
أوصيكم بتقوى الله, والسمع والطاعة، وإن تَأَمَّرَ عليكم عبد؛ فإنه من يَعِشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي, وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> .
هكذا أوصانا أن نتمسك بها، فالتمسك يكون بالأيدي، ولكن قد يَخاف الإنسان إذا تمسك بيديه أن تتفلت السنة من يديه؛ فلأجل ذلك من شدة حرصه يعض عليها بأقاصي أسنانه، من شدة تمسكه يعض عليها مخافة أن تتفلت لماذا؟ لكثرة المعوقات, ولكثرة الشبهات التي قد تضعف تمسكه.
فالإنسان الملتزم والمتمسك هو الذي يقبض على السنة قبضا مُحكما، يقبض عليها بيديه، يقبض عليها بعضديه، إذا خاف أن تفلت منه قبض عليها، ولو أن يعض عليها بأقاصي أسنانه.
مسألة>
-3-