المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
فعلينا أن نؤكد على الناس أمر الإيمان بالله نذكرهم إذا رأينا من تسول له نفسه أن يعصي وأن يسرق أو يظلم أو يتعدى على عرض أو على حرام أو يفحش بفعل زنا أو نحوه أو يعصي الله تعالى فإذا ذكرناه وخوفناه وبينا له أن هذا مما حرمه الله وأنك ممن يدين بهذا الدين وبهذا الإسلام الذي جاء بالأخوة بين المسلمين وجاء بتعاونهم على الحق وعلى الخير فكيف مع ذلك تعتدي على إخوانك المسلمين وتهتك أعراضا وتهتك بمال وتفتك بدم وتسفك دما بغير حق تذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته لما خطبهم في يوم عيد النحر بمكة اسم> قال لهم: رسم>
إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام –أي على بعضكم- كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا متن_ح>
رسم> أخبر بأن الله تعالى حرم عليهم الاعتداء من بعضهم على بعض؛ وذلك لثبات الأخوة في الدين.
أتدرون من المفلس فيكم؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة وأعمال وحسنات ويأتي وقد ظلم هذا وأخذ مال هذا وسفك دم هذا وقتل هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه ثم طرح في النار متن_ح>
رسم> يعني مظالم العباد التي يأخذها بعضهم من بعض لا تضيع لا بد فيها من القصاص لا محالة.
أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قيل: ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك متن_ح>
رسم> أنزل الله: رسم>
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ قرآن>
رسم> فهذا ذكر في هذا الحديث أكثر وأعظم الذنوب وأشدها، وذكر منها من كل نوع أشده فذكر من الزنا أن يزني بحليلة جاره يعني زوجته إذا غاب الزوج ثم جاء إلى امرأته وأفسدها وفجر بها في هذا ورد أنه يقال لجاره يوم القيامة لزوج المرأة: إن هذا خانك في امرأتك فخذ من حسناته ما تريد، فما ظنكم التفت إلى أصحابه وقال: ما ظنكم؟ أنه يفعل وأنه يترك إذا قيل خذ من حسناته ما تريد لا شك أنه يأخذها كلها؛ لأن كل حسنة ترفع رتبته وتعلي درجته فلا يبقي له حسنة فماذا يكون؟ تبقى سيئاته فيدخل بها العذاب.