وإذا خاف الله فإنه يتقيه، والتقوى ثمرة –أيضا- من ثمار الخوف، والتقوى –أيضا- من العبادات القلبية؛ ولكن يظهر أثرها على البدن؛ ولذلك تطلق التقوى.. على تقوى الله، وعلى تقوى عذابه، وعلى تقوى النار. قال الله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أي: اخشوا عذاب النار، كيف تتقونها؟ -أي- تجعلون بينكم وبينها وقاية وحاجزا. ويحمل على ذلك الخوف منها.
وكذلك تتكرر الآيات التي فيها الأمر بتقوى الله كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ اتَّقُوا اللَّهَ يعني: خافوه، واحذروا من عقوبته وبطشه.
هذه عبادة قلبية، وهي الخوف، والتقوى.

-2-