موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
الحرص على تعلم العلم النافع والعمل به
الحرص على تعلم العلم النافع والعمل به
عدد المشاهدات
()
كذلك أيضا من ناحية السلوك في الطلب وفي التعلم -لا شك أن المرأة كالرجل في هذا.
يعني واجب على الجميع أن يحرصوا على ما يخصهم من العلوم التي يتعلمونها، وأن يتعلمن أولا لقصد إزالة الجهل والنقص الذي فيهن؛ فالمرأة كالرجل يولد كل منهم جاهلا -ولكن جعل الله له ما يتعلم به؛ يعني أعطاه الحواس وأعطاه الأدوات التي يتمكن بها من إزالة ذلك النقص الذي هو الجهل.
فتنوي المرأة بتعلمها إزالة النقص الذي هو الجهل، ونفع نفسها حتى تعمل على بصيرة، ونفع الأمة أيضا إذا احتيج إليها أن تعلم مما علمها الله تعالى، وبما فتح الله عليها.
كذلك أيضا لا شك أن العمل بهذا العلم، وبهذه التوجيهات التي تتلقاها من المدرسات هو الثمرة؛ فإن ثمرة العلم العمل. كذلك أيضا واجب على الجميع السلوك الحسن، وهو الهدوء وعدم المشاغبات، وعدم المعاكسات.
وعدم المجادلات سواء فيما بينهن، أو فيما يتعلق بالإلقاء أو فيما يتعلق بالمعلمات ونحوهن. الجدال والمنازعات لا يجوز لهن أن يسلكن ذلك، كما لا يجوز أيضا للطلاب من الرجال.
وإنما تقصد المرأة بتعلمها وجه الله تعالى والدار الآخرة، وتسلك مسلك الآداب وحسن العمل وحسن الخلق، وعدم الخصومات وعدم المنازعات، وما إلى ذلك. وهكذا أيضا لا شك أنه قد يحصل كثير من الخلافات فيما بين الطالبات؛ فالمعلمة وظيفتها حل تلك النزاعات والخلافات والمنازعات ونحوها.
وهكذا أيضا قد يقع شيء مما يخل بالشرف داخل المدارس؛ يقع شيء من التفسخ ومن التحلي بحلي ينافي المروءة وينافي الحياء والاحتشام، فعلى الطالبة إذا نصحتها معلمة أو بينت لها أن تمتثل ذلك وأن تبتعد عما يفسد خلقها، وعما يدفعها إلى الأخلاق السيئة، وإلى الأعمال المكروهة التي حرمها الله تعالى، وإلى ما يوقع في الفساد أو يقرب منه.
ولا شك أيضا أن من الآداب التي تتأدب بها المرأة في طلبها ونحو ذلك هو التقبل، وهو أن تتقبل كل ما هو صواب وصحيح من العلوم النافعة وأن... وأصبحت قدوة فإن ذلك من حسن نصيبها ومن حسن حظها، فعليها بعد ذلك أن تحرص على أن تكون قدوة لغيرها في العمل.
وكذلك في البعد عن ما يفسدها أو ما يفسد أخلاقها سواء في مجتمعها مع الطالبات أو مع المدرسات، أو فيما يتعلق بتربيتها لأهلها ولأولادها، أو في منزلها وبيتها، أو فيما يتعلق بحقها على زوجها، أو بحق زوجها عليها.
أو بحقها على أبويها، أو بحق أبويها عليها، أو ما يتعلق بصيانتها لنفسها وحفظها لنفسها عما يفسدها؛ بحيث تصون عينيها، وتصون سمعها، وتصون لسانها؛ فتكون قدوة حسنة لا تتكلم إلا بالخير.
ولا تنطق إلا بما فيه المنفعة، ولا تتكلم بسوء ولا بسباب ولا شتم ولا قذف ولا عيب ولعن وما أشبه ذلك، وتحرص على أن تستر عورتها، وتستر ما يبدو منها مما يكون فتنة ونحو ذلك.
وكذلك أن أيضا تصون أذنيها، فلا تستمع إلى الغناء، ولا إلى الملاهي، ولا إلى القيل والقال الذي لا فائدة فيه، ولا إلى الطرب والضرب بدف أو ما أشبه ذلك مما لا أهمية له.
وكذلك أيضا تصون عينيها، فلا تنظر إلى صور ملهية، ولا إلى أفلام خليعة، ولا إلى ما يفسد الأخلاق، ولا تقرأ في الصحف الماجنة ولا في المجلات الخليعة التي يكون ما تتضمنه سببا للفتنة.
وكذلك أيضا تحرص على أن تقبل على شأنها، فتقبل على واجباتها الدراسية التي هي مهتمة بها، وتحرص على أن تحفظ ما يمكن حفظه، وتفهم ما يمكن فهمه، وتحل ما يلزمها أو ما تكلف بحله من أسئلة أو واجبات أو ما أشبه ذلك.
وإذا عملت بذلك وحفظت نفسها حفظها الله تعالى؛ لما ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك متن_ح> رسم> ؛ فمن حفظ الله تعالى حفظ حدوده وحفظ واجباته وحفظ ما عليه؛ حفظه الله ووفقه، وأصلح له حالته عاجلا وآجلا.
وأما من تساهل في الأمر، ووقع في المحظور، وعمل بالمحرمات وترك الواجبات؛ فإنه ينتشر له سمعة سيئة، ولا يكون من المقتدى به في الخير، فهكذا فليكن المؤمن ذكرا وأنثى يكون محافظا على حدود الله وعلى حقوقه.
مسألة>
-5-