المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
محاضرة في بني زيدان
ومع ذلك كله فإن علينا ألا نزكي أنفسنا، ولا نتمدح بأعمالنا؛ بل علينا أن نحتقر الأعمال التي عملناها، ولو بلغت ما بلغت. الله سبحانه وتعالى قد نهانا عن التزكية للأنفس، قال تعالى: رسم>
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى قرآن>
رسم> وقال تعالى: رسم>
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ قرآن>
رسم> ومعنى التزكية كون الإنسان يمدح نفسه.
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى قرآن>
رسم> .
لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل متن_ح>
رسم> ؛ وذلك لأن نعم الله تعالى كثيرة على عباده، ولو أخذهم بعدم شكرها لقصرت أعمالهم عن شكر أصغر نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى عليهم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ قرآن>
رسم> ويقول: إننا لو عملنا ما عملنا فإن أعمالنا قليلة بالنسبة إلى ما يستحقه ربنا تعالى. | سـبحان مـن لو سجدنا بالعيون له | على حمى الشوك والمحمى من الإبر |
| لـم نبلـغ العشر من معشار نعمته | ولا العشـير ولا عشـرا من العشر |
لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته أكثر أو خيرا لهم من أعمالهم متن_ح>
رسم> .
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد -ما زاد ذلك في ملكي شيئا. ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد -ما نقص ذلك من ملكي شيئا متن_ح>
رسم> وإذا كان كذلك فإن ربنا سبحانه غني عن عباده وإنما أمرهم ونهاهم ليبتليهم؛ يقول بعض العلماء في قول الله تعالى: رسم>
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قرآن>
رسم> أي لآمرهم وأنهاهم، وإلا فإنه غني عن عبادة العباد، لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي بل هو النافع الضار.