المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
مواعظ وذكرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ قرآن>
رسم> الذكرى؛ يعني التذكير الذي هو الموعظة والتذكير بما يكون في الدار الآخرة وما يكون في الدنيا فإنها تنفع المؤمنين، وغير المؤمنين هم الذين لا يتذكرون؛ بل ينفرون من الذكرى الذين ذمهم الله تعالى بقوله: رسم>
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ قرآن>
رسم> أخبر الله تعالى بأن أهل الذكرى هم أهل الإيمان الذين يتذكرون إذا ذكروا، ويتعظون إذا وعظوا، وأخبر بأن غيرهم هم الذين لا يتذكرون ولا يقبلون الموعظة؛ بل يهربون منها وينفرون منها قال الله تعالى قال عنهم سبحانه وتعالى: رسم>
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ قرآن>
رسم> ؛ أي من شاء تذكر ومعنى ذلك أن من شاء لم يتذكر فإنه محروم ويقول الله تعالى: رسم>
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ قرآن>
رسم> ؛ أي كأنهم الحمر الحمير التي تنفر إذا رأت الأسد، أو رأت من يرمي.
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى قرآن>
رسم> فيذكر الله تعالى الإنسان الذي عصى وعتى فيقول له: تذكر مبدأ أمرك أليس أولك نطفة مذرة؟! أليس كنت في صلب أبيك نطفة من مني يمنى؟! أليس قد كونك الله تعالى؟! لما أن قذف بك في رحم والدتك فكنت في أول الأمر نطفة، ثم خلق الله تعالى النطفة علقة. والعلقة: هي القطعة من اللحم الأسود القطعة السوداء من دم، أو نحوه، ثم جعل الله تعالى تلك العلقة مضغة؛ أي لحما صغير قدر ما يمضغه الماضغ، ثم صور تلك المضغة عظاما، كونها بقدرته وبإرادته عظاما، ثم بعد ذلك يقول: ثم كسونا العظام لحما. هكذا أخبر سبحانه .
أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا قرآن>
رسم> ونتذكر أيضا، أو نذكر أن ربنا سبحانه وتعالى لما أخرج الإنسان إلى هذه الدنيا أعطاه ما ينتفع به؛ فأعطاه السمع والبصر والفؤاد واللسان والقوة قال الله تعالى: رسم>
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً قرآن>
رسم> ؛ يعني أخرجكم في حالة ضعف عندما خرج الإنسان وهو ضعيف ليس به قدرة على أن يغني نفسه، ولا أن يتقلب في أموره، ثم جعل بعد ذلك الضعف قوة؛ أي نشاطا وهو في حالة شبابه، وفي حالة قوته في وسط عمره، ثم في آخر عمره يرد إلى أرذل العمر؛ فيكون ينقلب بعد أن كان قويا يكون ضعيفا، وبعد أن كان شبابا ينقلب شيخا ضعيف البنية وضعيف التركيب. هذا التقلب وهذا الانتقال يذكره أن ربه الذي خلقه هو الذي أنعم عليه.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا قرآن>
رسم> ؛ أي أطفالا من أرحام الأمهات طفلا؛ يعني صغيرا رسم>
ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ قرآن>
رسم> ؛ يعني قوتكم رسم>
ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا قرآن>
رسم> ؛ أي كبار الأسنان رسم>
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ قرآن>
رسم> لا شك أن هذا تذكير من ربنا سبحانه وتعالى لعباده كيف يتذكرون وكيف يعرفون ما أعطاهم الله سبحانه وتعالى؟!