المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
مواعظ وذكرى
وأما من عبر الصراط فإنهم بعدما يعبرون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص من بعضهم لبعض مظالم كانت بينهم في الدنيا؛ المظالم الدنيوية أن هذا مثلا عنده مظلمة لآخر، وأن هذا عنده حق لآخر فلا يدخلون الجنة إلا بعدما تكون قلوبهم نظيفة؛ ولذلك قال الله تعالى: رسم>
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ قرآن>
رسم> إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.
لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ قرآن>
رسم> ؛ أي أنها سبع طبقات، وأخذها بعضهم من القرآن: لظى، والحطمة، وجهنم، والجحيم، وسقر، والسعير، والهاوية؛ أي سبعة أسماء مذكورة في القرآن؛ أسماء للنار، وقيل: إنها أسماء طبقات النار –والعياذ بالله- ذكر الله تعالى أنها بعضها أسفل من بعض فقال تعالى: رسم>
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ قرآن>
رسم> .
يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قرآن>
رسم> ؛ أي ليميتنا. يا مالك اسم> قد أثقلنا الحديد، يا مالك اسم> قد تفللت منا القدود، يا مالك اسم> قد تمزقت منا الجلود، يا مالك اسم> العدم خير من هذا الوجود، يا مالك اسم> أخرجنا منها فإنا لا نعود؛ فيجيبهم بعد زمان طويل: اخسئوا فيها فلا بد من الخلود.
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا قرآن>
رسم> قد يقال: كيف تسلب حواسهم وهم كانوا في الدنيا يبصرون ويسمعون ويتكلمون؟! فيقال: إنهم هكذا يحشرون على وجوههم، استشكل بعض الصحابة، فقال: كيف يحشرون على وجوههم؟ يمشون على وجوههم! قال: أليس الذي أقامهم على أرجلهم قادرا على أن يمشيهم على وجوههم؟ يعني يطئون حر النار، ويطئون جمرها وسعيرها بوجوههم التي هي أشرف الأعضاء، والتي فيها سمعهم وأبصارهم وألسنتهم وخدودهم تحرقهم النار -والعياذ بالله- ويقول الله تعالى: رسم>
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا قرآن>
رسم> كلما نضجت؛ يعني كلما تمزقت جددت؛ حتى يتألموا؛ ليذوقوا العذاب ليذوقوا شدة العذاب.
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله متن_ح>
رسم> ؛ أي لو أطلعنا الله تعالى على ما أطلع عليه نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الدار الآخرة من الأهوال ومن الأفزاع ومن المخاوف؛ لتغيرت حالتنا، ولتغيرت سيرتنا، ولما ركنا إلى هذه الدنيا، ولشغلنا أوقاتنا بعبادة دائمة لا نفتر منها.
فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ قرآن>
رسم> .