المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
محاضرة في جامع حطين
دعوة الأنبياء والرسل
خاتمهم نبينا محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- هو الذي بدأ بهذه الدعوة أي بالدعوة إلى التوحيد ، وذلك لأنه خرج في قومه وقد غيروا دين اللَّه تعالى الذي هو دين إبراهيم اسم> ودين إسماعيل اسم> مع أنهم يعترفون بأن اللَّه تعالى ربهم وخالقهم ، ومع أنهم إذا كانوا في الضيق وفي شدة أخلصوا الدين لِلَّه تعالى وعبدوه وحده .
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا قرآن>
رسم> لنا آلهة كثير نعبدهم ونصرف لهم عبادتنا فكيف نجعل العبادة لواحد .
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا قرآن>
رسم> ثم قال تعالى عنهم: رسم>
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ قرآن>
رسم> هكذا سموها آلهة رسم>
وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ قرآن>
رسم> تلك الآلهة لا تنفعهم ولا تضرهم ، ولكن حملهم عليها التقليد واتباع الآباء والأجداد ، في زعمهم أنها تفيدهم وأنها ترزقهم وهم مع ذلك يشاهدون أنها مخلوقة ، وذلك لأنهم يعبدون أشجارا ، يأتون إلى شجرة ثم يعبدونها كشجرة العزى وقد تموت الشجرة فينتقلون إلى شجرة أخرى ، كذلك أيضا ينحتون أصناما من حجارة أو من خشب وقد تحترق أو تبلى أو تتكسر ثم ينتقلون فينحتون مثلها ، وكذلك أيضا يعبدون بقع يقولون هذه البقعة لها مكانة فيبقون في عبادتها مدة ثم بعد ذلك ينتقلون إلى بقعة أخرى هذه حالتهم .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قرآن>
رسم> هذه الآية أول ما أمروا به ، أو أول ما يمر بهم إذا قرءوا القرآن في سورة البقرة ، وهي سورة مدنية جعل اللَّه تعالى فيها هذا الأمر رسم>
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ قرآن>
رسم> .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ قرآن>
رسم> اتقوه يعني خافوه وذلك بعبادته وحده ومثل قوله: رسم>
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا قرآن>
رسم> أمرهم بتقوى اللَّه تعالى وتقواه هي مخافته وعبادته ، فهذه من دعوة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ثم إن اللَّه تعالى أمره بأن يخلص عبادته لله ولا شك أن أمره يعتبر أمرا لأمته؛ حيث إنهم تبع له فعليهم أن يتبعوه ، فإذا قرأنا قول الله تعالى: رسم>
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ قرآن>
رسم> الأمر بقوله: رسم>
فَاعْبُدِ اللَّهَ قرآن>
رسم> إذا كان خطابا للنبي محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- فإنه تتبعه فيه أمته .
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ قرآن>
رسم> ثم قال بعدها: رسم>
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قرآن>
رسم> على وجه التحديد أي أن الدين الذي أمرني اللَّه تعالى به هو أن أعبد اللَّه مخلصا له ديني ، فإذا لم تعبدوه فإنكم خاسرون رسم>
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ قرآن>
رسم> هذا هو حقيقة الخسران .
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ قرآن>
رسم> لو سألهم لنفوا وقالوا ما أرسلنا إلا بالإخلاص ، بعثنا اللَّه وأمرنا بأن نأمر الناس أن يخلصوا عبادتهم وطاعتهم لِلَّه وحده وألا يعبدوا إلها غيره بل تكون عبادتهم كلها لِلَّه وحده .
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ قرآن>
رسم> من هداهم اللَّه هم الذين قبلوا دعوة الرسل .