المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
محاضرة بعنوان المكسب الحلال والمكسب الحرام
والإنسان كذلك لا يمكن أن يقتات بالحشيش وبالعلف الذي تأكل منه الدواب، ولا يمكن أن يقتات بالتراب والحجارة وما أشبهها، فلا بد له من غذاء يلائمه، ولكن هذا الغذاء الذي يلائمه والذي يناسبه ينقسم إلى قسمين: حلال، وحرام، وقد أُمر بأكل الحلال، وبترك الحرام، وتوعده الله على أكل الحرام بالوعيد الشديد، ثم جعل الله الحرام ينقسم إلى قسمين : حرام لصفته، وحرام لكسبه.
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ قرآن>
رسم> فهذه منها ما هو مستقذر، ومنها ما هو محرم لصفة اقترنت به، فإن الميتة محرمة لقذارتها ولنتنها ولقبحها، وكذلك تحريم الدم المسفوح فإنه أيضا مستقذر، تنفر منه النفوس، وتكرهه النفوس الأبية، النفوس المطمئنة، النفوس الواعية، ولو أن هناك نفوس رديئة قد تستحسنه فلا عبرة بها.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ قرآن>
رسم> هكذا وصفه بأنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث.
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: رسم>
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا قرآن>
رسم> وقال الله تعالى: رسم>
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قرآن>
رسم> متن_ح>
رسم> أمر المؤمنين بالأكل من الطيبات، وأمر بذلك المرسلين، والطيبات: هي المكاسب الطيبة، وضدها هي الخبائث، والطيبات: هي المآكل الطيبة، وضدها هي الخبائث، وكل شيء ضار للبدن فإنه يعتبر من الخبائث، فيتجنب المسلم ما هو خبيث حتى يسلم على دينه، ويسلم على عرضه.
الخمر أم الخبائث متن_ح>
رسم> وما ذاك إلا لآثارها السيئة فإنها تُذهب العقول، وتلحق شاربها بأهل السفه وبأهل الجنون، بالمجانين الذين لا يعرفون خيرا من شر ولا يعرفون نافعا من ضار؛ فلذلك سميت أم الخبائث، ورد في الحديث: رسم>
من باع الخمر فليشقص الخنازير متن_ح>
رسم> أي التشقيص هو بيعها وتقطيعها وهو الجزار، هكذا فما حرمها إلا لما فيها من الضرر، ولما فيها من الإثم، ولذلك سماها الله تعالى بالإثم، فقال تعالى: رسم>
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا قرآن>
رسم> هكذا أخبر بأن فيهما إثم كبير أكبر من المنفعة التي هي لذة ساعة ثم بعد ذلك يعقبها الحسرة، ولذلك قال بعض الشعراء: | تفنى اللـذاذة ممن نـال صفـوتها | من الحـرام ويبقى الإثم والعــار |