المكتبة الصوتية
تسجيلات - محاضرات ودروس
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
وصية ثالثة: قد تدخل أيضا في الوصية الأولى التي هي شغل الوقت، فإذا قال المسلم: كيف أشغل وقتي؟ عندي أوقات فراغ، وهذا الفراغ لا بد أنني أقضيه في شيء أتسلى به؛ عندي وقت طويل، إذا جعلت مثلا له جزءا للراحة فأي شيء أقضي به وقتي؟ وهذا سؤال وارد.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ قرآن>
رسم> وعاب الله تعالى الدنيا بقوله تعالى: رسم>
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ قرآن>
رسم> وذكر تعالى عقوبة الكفار أهل النار بقوله: رسم>
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا قرآن>
رسم> ؛ فهؤلاء اتخذوا دينهم يعني عبادتهم وأوقاتهم لهوا ولعبا.
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ قرآن>
رسم> أي: يسرنا فهمه، يسرنا حفظه، يسرنا قراءته على من أقبل عليها، وعلى من اهتم بها، فقد وفق الله تعالى دولتنا -جزاهم الله خيرا- لأن نشروا هذا القرآن، فيطبع منه أو قد طبع من المصاحف ألوف الألوف أو ملايين الملايين، ونشرت في داخل المملكة اسم> وفي خارجها، وتيسر الحصول على المصاحف بسهولة، وقد كنا قبل ستين سنة أو نحوها لا نجد إلا مصاحف ممزقة في قليل من المساجد، والكثير لا يجدونها.
هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ قرآن>
رسم> وصفه بهذا كله، ووصفه بالشفاء: رسم>
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قرآن>
رسم> هذه أوصاف كلام الله تعالى، ولكن لا تحصل هذه الأوصاف ولا تحصل هذه الأمور إلا لمن اهتم بالقرآن، وجعله أو جعل وقته منشغلا به، إن كان حافظا فإنه يردده ويكرره؛ فيثيبه الله تعالى على حفظه، وإن كان غير حافظ فإن عليه أن يجتهد في حفظه أو بما تيسر منه.
لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ قرآن>
رسم> وقال: رسم>
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ قرآن>
رسم> رسم>
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ قرآن>
رسم> وقد وفق الله تعالى العلماء في هذه الأمة لأن اهتموا ببيان القرآن، وتفسيره وتوضيح معانيه، وإظهار دلالاته؛ حتى أصبحت معانيه واضحة لا تخفى على طالب العلم وعلى طالب الفهم؛ فنوصيكم بقراءة القرآن، ثم بقراءة التفاسير، وبقراءة وبتعلم معاني القرآن حتى تعرفوا كيف يُستدل بها، وتعرفوا كيف يُعمل بها، وتكونوا من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته.