موقع سماحة الشيخ بن جبرين-رحمه الله..
حقيقة التوحيد والشرك
حقيقة التوحيد والشرك
عدد المشاهدات
()
فالذين يُعَظِّمُون مخلوقًا من المخلوقات بنوع من التعظيم كدعائه مع الله بأن يقول: يا وَلِيَّ الله فلان أعطنا، واشفع لنا وانصرنا، فهل هؤلاء من أهل الحنيفية؟ هل هؤلاء من أهل التوحيد؟ ما هم من الموحدين، الموحد هو الذي يتعلق قلبه بربه، ولا يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله تعالى.
فإذا كان كذلك، فهو من الحنفاء، ومن الْمُخْلِصِينَ، ومن الْمُخْلَصِين الذين أخلصهم الله لعبادته ولمعرفته، والذين خَلصَتْ عبادتهم من كل شيء يفسدها.
هذا معنى: رسم>
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قرآن> رسم> ؛ أي ليوحدوني، أَعْظَمُ ما أمر الله به هو التوحيد الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة.
وأعظم ما نهى عنه الشِّرْكُ، الذي هو إشراك غيره معه بنوع من أنواع العبادة، كالدُّعَاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، ونحوها.
فإذا عرف العبد أن الدعاء والرجاء ونحوه حَقُّ الله؛ أخلص ذلك لله تعالى، ولم يَصْرِفْ منه شيئًا؛ حتى ما تفسد عباداته، فالذين جاءوا من بلاد بعيدة لأداء هذه المناسك، ولأداء هذا الحج وما معه، ثم مع ذلك يُشْرِكُونَ؛ أي في طوافهم، أو في دعائهم؛ إذا دَعَوْا مثلا عَلِيًّا اسم> من الصحابة، أو الحسن اسم> أو الحسين اسم> أو دعوا السَّيِّدَ البدوي اسم> أو عبد القادر اسم> أو إدريس اسم> أو تاجا اسم> أو شمسان اسم> أو يوسف اسم> أو عمر اسم> أو زيد اسم> أو غيرهم.
وقالوا: يا وَلِيَّ الله، نحن نواليك، انصرنا وأعطنا؛ فقد أَبْطَلُوا حَجَّهُمْ، وأبطلوا طوافهم، وأبطلوا عباداتهم التي جاءوا بها؛ وذلك لأن الله تعالى لا يرضى أن يُشْرَكَ معه في عبادته أَحَدٌ، لا من الملائكة، ولا من الأنبياء، ولا من الرسل، ولا الصالحين، ولا الشهداء، ولا السادة، ولا غيرهم.
فهذا هو حقيقة التوحيد، وهو حقيقة العبادة: رسم>
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قرآن> رسم> .
؛ أي ليوحدوني. أعظم ما أمر الله به التوحيد الذي أمر به: رسم>
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ قرآن> رسم> هذا أعظم ما أمر الله به؛ لأن التوحيد سبب لقبول الأعمال.
أعظم شيء نهى الله عنه الشِّرْكُ، الذي هو دعوة غير الله معه، دعاء غير الله، أو خوفه، أو رجاؤه، أو التوكل على مخلوق كالتوكل على الله، أو ما أشبه ذلك، إذا فعل ذلك؛ اعْتُبِرَ من أولياء الشيطان، ليس من أولياء الله، اعْتُبِرَ مشركًا.
مسألة>
-126-