المكتبة الصوتية
تسجيلات - لقاءات
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
تذكير بالطاعات وثوابها والمحرمات وعقوبتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قرآن>
رسم> وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
من يُرِدِ الله به خيرا يفقهه في الدين متن_ح>
رسم> الفقه هو: الفهم. والواجب على الإنسان إذا عَرَفَ بأنه مُكَلَّفٌ، وأنه مأمور ومَنْهِيٌّ، وأن عليه واجبات، أن يتفقه ويَتَعَلَّم؛ حتى يُؤَدِّيَ العبادات على ما أُمِرَ به، وحتى تقبل منه عباداته، وحتى لا يقع في آثام أو في محرمات؛ فإنَّ الله تعالى خلق الإنسان جاهلا، ولكنه مَكَّنَهُ من التعلم.
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ قرآن>
رسم> أَخْرَجَنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا، ولكنه مَكَّنَنَا بهذه الجوارح؛ فأولها: السمع الَّذِي هو نِعْمَةٌ عظيمة؛ إذا فَقَدَ الإنسان السمع فَقَدَ نصف حياته ؛ بحيث إنه لا يدري ما الناس فيه؟! يجلس مع الناس وكأنه ليس منهم، ولا يدري ما يخوضون فيه، فبالسمع يستمع النصائح، ويستمع الإرشادات والمواعظ والتذكرات، ويستمع العلوم، ويحصل له بهذا السمع فائدة كبيرة؛ فإذا استعمله في سماع القرآن، وفي سماع الذِّكْرِ، والخير، وفي سماع المواعظ، وفي سماع الأحاديث، وفي سماع النصائح، وفي سماع المعلومات استفاد، وإذا استعمله في سماع اللهو واللعب، وفي سماع الأشر والبطر، وفي سماع الغناء والزمر، وفي سماع الغيبة والنميمة، وفي سماع القيل والقال؛ فقد كفر هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليه.
وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قرآن>
رسم> ؛ الأفئدة هي: العقول، فالعقل هو ميزة الإنسان؛ إذا فقد العقل فقد قيمته، وأصبح أقل حالةً من البهائم التي سَخَّرَها الله للإنسان، والتي تُركب أو تُذبح وتؤكل، فالعقول هي مميزات الإنسان، فإذا استعمل هذا العقل في تفهم آيات الله وتدبرها، وفي التفكر فيما خُلِقَ له، وفي النظر والتَّعَقُّلِ في الآيات الكونية العلوية والسفلية، وكذلك في تَعَقُّلِ ما يسمعه من الفوائد، عرضها على قلبه، وأعمل فيها فكره، وأعمل فيها عقله استفاد من هذا العقل، واستفاد مما يسمعه؛ حيث يصل الكلام الذي يسمعه إلى عقله؛ فيفكر فيه، ويعرف مدلوله، ويعرف مقاصده؛ فيكون بذلك قد استفاد مما خصه الله تعالى به.