المكتبة الصوتية
تسجيلات - لقاءات
كلمة في سلاح الحدود وسائل الثبات على الدين وكلمة عن صلاة الجماعة
ولا شك أن هذا هو الأصل في التكاليف، لو ما جاءتنا رسل الله ما عرفنا أركان الإسلام، ولا عرفنا أركان الإيمان بالتفاصيل، ولا عرفنا كيف نتعبد الله بالخوف والرجاء والمحبة، ولكنه -سبحانه وتعالى- قطع الحجة، قطع المعذرة؛ فبين ما يحتاج إليه الإنسان بالتفاصيل على ألسن رسله، فما بقي لأحد عذر.
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قرآن>
رسم> وكيف تكون العبادة؟ عرَّفوهم بأركان الإسلام، وأركان الإيمان، وكيفية أداء هذه الأركان، وعرفونا بالمحرمات التي حرمها ربنا علينا في هذه الدنيا.
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى قرآن>
رسم> رسم>
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا قرآن>
رسم> ؛ فيعرف الإنسان بواسطة الرسل أنه بعد قليل أو كثير -بعد مدة- أنه سوف يموت، وأنه بعد الموت غير مهمل، لا بد أنه -أي أنه- يلاقي جزاءه الذي عمله في الدنيا على عمله، ليس بمهل، وأن ربه -سبحانه- لا بد أن يجازيه على إحسانه، قال الله تعالى: رسم>
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى قرآن>
رسم> .
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا قرآن>
رسم> .
وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى قرآن>
رسم> الذين أحسنوا في الدنيا: عملوا الصالحات، حافظوا على الصلوات، أكثروا من ذكر الله، قرءوا كتاب الله وتدبروه، دعوا الله مخلصين له الدين، أحسنوا إلى عباد الله، نصحوا، أمروا بالمعروف، نهوا عن المنكر، أطاعوا الله تعالى، بروا آباءهم، وصلوا أرحامهم، أحسنوا إلى جيرانهم، أحسنوا إلى المسلمين، بذلوا السلام للعالم، عادوا المريض، اتبعوا الجنائز، وصلوا إخوانهم، نصحوا في ذات الله -سبحانه وتعالى- أحبوا من يحبهم الله، وأبغضوا من يبغضهم الله، والَوا فيه وعادَوا فيه، وأعطوا له ومنعوا لله، ووصلوا ما أمر الله به أن يوصل، وقطعوا ما أمر الله به أن يقطع، أحبوا في الله وأبغضوا في الله؛ رسم>
وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى قرآن>
رسم> .
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا قرآن>
رسم> فقال: رسم> إن الدين إذا دخل القلب انفسح وانشرح، قالوا: فهل لذلك من علامة؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله رسم> .
الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني متن_ح>
رسم> الكيس: هو العاقل الحازم الذكي، هو الذي دان نفسه -يعني حاسبها واتهمها- واتهم نفسه أنه مخل مقصر بكثير من حقوق الله، فكلما فكر في أعماله استقلها، وقال: أين عملي بالنسبة إلى أعمال الصالحين؟ ما عملت إلا قليلا، أنا المخل، وأنا الناقص في عملي، وأنا المقصر فيما أمرت به؛ فيدين نفسه، ويتهمها ويحاسبها، ويجتهد فيما أُمر به.
من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله متن_ح>
رسم> يعمل عمل الفجار ويتمنى أن يكون مع الأبرار، ينام مع النائمين ويتمنى أجر القائمين، يبخل مع الباخلين ويتمنى أجر المنفقين، يتكاسل مع المتكاسلين ويطلب أجر المصلين، لا شك أن هذا هو الغرور.
كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ قرآن>
رسم> زُيَّن لهم، ما الذي زَيَّن لهم أعمالهم السيئة؟ أعداؤهم؛ وذلك لأن الإنسان سُلط عليه كثير من الأعداء في الدنيا، فسلط عليه الشيطان الذي يضله ويهديه إلى عذاب السعير، وسلطت عليه نفسه الأمارة بالسوء، التي تميل به إلى ما يناسبها، وتستثقل الطاعات، وتستحلي المحرمات، وسلط عليه الهوى الذي يعمي ويصم، يعني: أنه يعمي فكره، ويصم سمعه، ويصده عن هداه، وسلطت عليه الشهوات التي هي شهوات الدنيا وزينتها، فإذا أعانه الله تعالى وغلب هذه الأعداء فإن قلبه يكون صالحا.